الاثنين، 10 مارس 2008

إمتحان التلميذات لأستاذهن :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

15 - إمتحان التلميذات لأستاذهن :
خلال السنة الدراسية 1981 / 1982 م كنت أدرس العلوم الفيزيائية بثانوية .... وكانت ... في ذلك الوقت ولاية جديدة وصغيرة , ولم تكن هناك ثانويات في الولاية إلا في ... و... , وطبعا في مدينة ... , أي في الثانوية التي كنت فيها أستاذا . ومنه كان التلاميذُ يأتون إلى ثانوية ... من مختلف أنحاء الولاية الفتية .كنتُ أُدرس العلوم الفيزيائية , وكانت لدي حصص فيزياء إضافية تطوعية مع التلاميذ , وكنتُ في نفس الوقت أُقدم - بالتعاون مع بعض التلاميذ - دروسا دينية يومية في مصلى الثانوية الذي كان يرتاده حوالي 120 تلميذا : حوالي 80 من الإناث و 40 من الذكور . وكانت صلتي بالتلاميذ عموما وبالمصلين خصوصا , كانت وثيقة جدا بسبب دروس الفيزياء , ثم بسبب الدروس الدينية , ثم بسبب سلوك الأستاذ المستقيم بشكل عام . وكانت محبةٌ كبيرة متبادلة بيني وبين التلاميذ , وإن كانت محبتي لهم أكبر من محبتهم لي , حتى باعترافهم هم أنفسهم . وكانت كذلك محبةُ التلميذات لي عظيمة جدا , مع وجود فرق بين المتدينات اللواتي يحببنني جدا , وغير المتدينات اللواتي لا يحببنني ولا يكرهنني .وقد نجدُ البعضَ منهن يُـردن أن يوقعنني في فخ ما لـيُشوهن الصورة الجميلة التي أمتلكُها في أعين أغلبية تلميذات الثانوية ( سواء النصف داخليات اللواتي يحضرن دروسي , أو الخارجيات اللواتي يدرسن عندي العلوم الفيزيائية أو يقرأن مواضيعي الدينية التي كنت أضعُها باستمرار تحت تصرف بنات الثانوية ) .
وفي يوم من الأيام امتُحنتُ بدون سابق إنذار من طرف بعض البنات سامحهن الله . كنت أُكلم تلميذتين في ساحة الثانوية لمدة بضع دقائق في مسألة لها صلة بالدعوة الإسلامية داخل الثانوية. وكانت مجموعة كبيرة من التلميذات المتحجبات والمتبرجات يراقبنني من بعيد : هل أغض بصري وأكلم التلميذتين بدون أن أنظر إليهما أم أنني سأرفع رأسي وأنظرُ .
صحيحٌ أن النظر إلى وجه الأجنبية بشهوة هو الحرام . وصحيحٌ أنني كنتُ متشددا في أمرِ غض البصر في الثانوية في السنوات الأولى من التعليم , ثم تساهلتُ مع نفسي قليلا في هذا الأمرِ . تساهلتُ مع نفسي لسببين أساسيين (سواء كانا كافيين كعذرين شرعيين أم لم يكونا كافيين ) :
الأول : أنني كنتُ غيرَ متزوج من قبل , ثم تزوجتُ بعد ذلك , والفرق واضحٌ جدا بين كوني متزوج أو غير متزوج , ولا يحتاج الأمرُ هنا إلى زيادة بيان أو توضيح .
الثاني : أنني من فرط مجاهدتي لنفسي ولهواي وللشيطان من جهة , ومن فرط محبتي الكبيرة لتلاميذي – ذكورا وإناثا – التي تفوقُ بكثير محبتَهم هم ليَ أنا , من جهة أخرى . قلتُ : لهذا السبب وذاك أصبحتُ مع الوقتِ أنظرُ ربما في 95 % من الأحيان تقريبا , أنظر إلى التلميذة – خاصة وهي في الثانوية – وكأنها ابنتي بالفعل , ومنه فأنا وإن رفعتُ بصري للنظر إلى وجهها , فأنا أفعلُ ذلك معها بنية حسنة وكأنها إحدى محارمي . والله أعلمُ بالصواب وهو وحده المعينُ , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أواصلُ : ومع ذلك كانت مجموعة كبيرة من التلميذات - غير المهتمات بالدين - في ذلك اليوم قد قلنَ للمتحجبات : " اليوم يُمتحنُ الأستاذ رميته , فيُكرمُ أو يهانُ " , " إذا رفع بصرَه إلى وجه المرأة وهو يكلمُ تلميذة خارج القسم , فهو غيرُ أهل لأية ثقة , ولا نقبلُ منكن أن تُكلمننا عنه بعدَ اليوم أو تحدثننا عن نصائحه وتوجيهاته ودروسه و..."
" وأما إن غضَّ بصره فلم ينظرْ ولو نصفَ نظرة إلى وجه التلميذة وهو يكلمُها , فإنه يصبحُ من اليوم فصاعدا أستاذَنا جميعا وإمامنا جميعا وقدوتَنا جميعا ...". وأنا بطبيعة الحال لم أكنْ قد سمعتُ بشيء من هذه القصة .كلمتُ التلميذتين ولم أرفعْ بصرا أو نصفَ بصر إلى وجه أي منهما , والحمد لله رب العالمين الذي ما أوقعني في فخ بعضِ التلميذات . ولم أسمعْ بالحكاية إلا في الغد . سمعتُ بالقصة ولا أخفي على القراء الكرام أنني فرحتُ كثيرا بنهايتها مع أن الإمتحانَ ليس سليما تماما من الناحية الشرعية , لأنني قد أنظرُ وبنية حسنة فلا أكون آثما شرعا . ومنذُ ذلك اليوم ازدادت قوةُ الصلة بيني وبين التلاميذ عموما وبيني وبين التلميذات ( الأغلبية الساحقة منهن ) على الأخص . وكم فرحتُ منذ حوالي 5 سنوات عندما استدعيتُ من طرف مديرية الثقافة لولاية ... لأقدم محاضرة دينية بمناسبة رمضان , وحضرتْ للاستماع إلى المحاضرة بعضُ النساء ومعهن أولادُهن وبناتُـهن . وفرحتي كانت كبيرة عندما علمتُ بأن البعضَ من الحاضرات كنَّ تلميذات عندي عام1981/1982م , وجئن ليستمعن مع الأولاد والبنات لمحاضرة يُـلـقيها الذي كان أستاذُهن أيام زمان.ولله الحمد والمنـة أولا وأخيرا.

توقفُ الإنسان عن الكلام لأسباب نفسية :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
14 - توقفُ الإنسان عن الكلام لأسباب نفسية :
هذا ممكن جدا ولأسباب نفسية مختلفة.وقد يفعل الشخص ذلك طواعية وقد يحدث له ذلك بالرغم عنه. والطبيب الكيس الفطن هو الذي ينتبه إلى الفرق بين حالة وأخرى , ويعالج كل حالة بما يناسبها . ومما وقع لي في عالم الرقية أن بنتا عمرها حوالي 15 سنة أتى إلي بها أهلها (حوالي عام ... م ) من ولاية من الولايات الجزائرية بعد أن عرضوها على الطبيب وبقيت مريضة ولم تُشفَ . سمعتُ ممن جاء بها من أهلها , ثم سألتُـها فأجابت على أسئلة بالإشارة ولم تجب البتة على أسئلة أخرى . رقيتُها في نفس الجلسة فلم يظهر لي أي أثر للسحر أو العين أو الجن , ثم سألتُ وسألتُ فعرفت في نهاية جلسة دامت حوالي ساعتين أنه وقعت خصومة بين هذه الفتاة وأختها الصغرى ورأت بأن أهلها تعاطفوا مع الأخرى (كما هي عادتهم) ولم يتعاطفوا معها , بل إن بعضَهم سخرَ منها , فلم تتحمل الصدمةَ وعزمتْ على أن تقوم بهذه المسرحية التي استمرت أياما طويلة , وذلك حتى تُـلفتَ الانتباهَ إليها وتجلبَ الاهتمام بها . وعندما أعلنتُ للأهل عن خلاصتي رأيتُ بطرفي العين علاماتِ الغضب بادية على وجهها لأنني كشفتُ عن لعبتها!.نصحتُ الأهل بأن يتركوها وشأنها وأن يُعرضوا عنها حتى تتكلمَ من تلقاء نفسها في أقرب وقت بإذن الله , ونصحتُـهم كذلك بالعدلِ بين الأولاد الذي أوصى به ربنا ونبينا وديننا .غادرت الفتاةُ وأهلُها بيتي قبيلَ صلاة العصر , وفي المساء من نفس اليوم (قبيل العشاء ) اتصلَ بي أهلها عن طريق الهاتف وأخبروني بأنها تكلمتْ أخيرا وبأنها بخير والحمد لله رب العالمين .

زميلي والماكياج :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

13 - زميلي والماكياج :
عندما كنت أدرسُ في الـ... منذ حوالي 38 سنة (حوالي عام ....) , وحيثُ كنتُ - والحمد لله - من أحبِّ التلاميذ إلى أساتذتي بسبب سلوكي الحسن وبسبب أنني كنت دوما وفي كل المواد مع ال 3 الأوائل في القسم . في تلك الفترة كان الفسادُ في الجزائر قليلا وكان الصلاح قليلا كذلك . وكان " الماكياج" لا يستعملُ في أوساط النساء إلا محدودا بسبب قلة وجوده في الأسواق , خاصة والجزائر لم تستقل عسكريا واقتصاديا من ربـقة الإستـعمار الفرنسي البغيض إلا منذ سنوات قليلة , وبسبب بقية من دين وحياء عند نسائنا . ومع ذلك لاحظتُ في يوم من الأيام على وجه أحد زملائي ما يشبه الماكياج !!!. سألتُه عن ذلك فأكد لي - وهو محرجٌ - بأنه ماكياج , وأعتذر إلي ( عذرا أقبح من ذنب ) بأنه لا يستعملُـه إلا قليلا. وأذكر أنني تعجبتُ كثيرا وكدتُ لا أصدق !. قلتُ له في ذلك الوقت ( وعمري حوالي ... سنة , أي ما زلتُ لم أبلغ بعدُ أو كنتُ مع بدء بلوغي ) بأن المرأةَ يحرمُ عليها أن تستعملَـه أمام أجانب من الرجال , وأما الرجلُ فيحرم عليه استعماله لأن في ذلك تشبها منه بالمرأة . وأضفتُ قائلا له : " لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء , والمتشبهات من النساء بالرجال ". ثم قلتُ له ثالثة " يا صاحبي ! أنا أعرفُ بأنك تطلبُ بهذا نيلَ إعجاب زميلاتي بك . وأنا أجزمُ لكَ بأن المرأةَ - أية امرأة- لن تُعجبَ إلا برجل , لا بذكر . وأما من يتشبهُ بالمرأة فإنه ليس رجلا وليس امرأة , وإنما هو شبهُ رجل أو هو ذكرٌ فقط . ولا ولن ينالَ إعجابَ امرأة به في كل الدنيا إلا أن تكون امرأة شاذة !".وهذه الحادثة ذكرتني بكلمة قالته لي تلميذةٌ من التلميذات المجتهدات منذُ سنوات (كانت تدرسُ في السنة النهائية , وهي الآن في الجامعة ) " والله يا أستاذ إن التلميذَ الذي يبقى أمام المرآة في صبيحة كل يوم نصفَ ساعة أو أكثر , لا يمكن أن يملأ لي عيني , ولا أسمح لنفسي أن أقبله زوجا لي أبدا ".

هاو مهبول ...هاو مجنون !!! :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

12 - هاو مهبول ..هاو مجنون .. :
منذ حوالي 20 سنة , وبعد أن حفظت القرآن في السجن .كنتُ أراجع القرآن غالبا في بيتي أو في المسجد . ولكنني كنت أراجع القرآن أحيانا في الطريق عندما أكون بعيدا عن الناس ووحدي . أنا في الغالب لا أريد أن أُضيع وقتي , لذا فإنني أستغله وأنا أمشي وحدي في الطريق , مع الذكر أو الدعاء أو مراجعة القرآن أو ... ( بحيث لا أشوش على أحد ) . ولما كنتُ وحدي في الطريق في يوم من الأيام , وفي مكان مهجور إلى حد ما , بدأتُ أراجع القرآن وبصوت شبه مرتفع , فظهر لي بعضُ الأولاد من بعيد ( سن الواحد منهم في حدود ال 6 - 8 سنوات) فلم أهتم بهم كثيرا وبقيتُ على قراءتي للقرآن ( مما أحفظ , أي بدون مصحف في يدي ) مع بعض الإرتفاع في الصوت.
ملاحظة : كان الكثيرُ من الناس الكبار في ميلة , في ذلك الوقت ( عام 86 م تقريبا ) يعرفونني - رجالا ونساء - ويحترمونني ويقدرونني , وأما الصغارُ فأغلبيتهم لا يعرفني .
أواصلُ : وفجأة سمعتُ الأولاد من بعيد يصفقون ويقولون - وهم يشيرون إلي - وكأنهم يُـغـنون :" هاو مهبول ..هاو مجنون...هاو مهبول..هاو مجنون " , أي : إنه مجنون إنه مجنون , وذلك بسبب أنهم رأوني أتكلم وحدي ! .
ناديتُـهم من بعيد ليتوقفوا في مكانهم لأتحدث إليهم فخافوا مني فطمأنتهم بالإشارة " أن لا تخافوا فلن أضربكم". توقفوا وعندما وصلتُ إليهم قلتُ لهم " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " , فنظروا إلى بعضهم البعض متعجبين ولسانُ حالهم يقولُ" هو يُسَلِّم علينا هو يقول : السلام عليكم , إذن هو ليس مجنونا !". أفهمتُـهم بأنني أراجعُ القرآن فقط ولست مجنونا , وقلتُ لهم " حتى لو وجدتم مجنونا بالفعل , فالواجبُ عليكم أن تخففوا عـنـه أو تدعوه وشأنه , ولا يجوزُ لكم أبدا أن تضحكوا عليه وتزيدوا من محنته ". نظروا إلى بعضهم البعض وكأنهم يتلاومون على سوءِ ما فعلوا , وقالوا لي مجتمعين " يا عمي إسمحْ لنا , ونحن نعدُك أننا لن نعيدَها مع أحد أبدا ".
شكرتهم وانصرفت عنهم.

الأنثى خير :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

11-الأنثى خير:
"البنات هبةٌ من الله تعالى , هبةٌ مقدمة على الذكور".....عثمان الخشب , والدليل قولهُ تعالى:"يهبُ لمن يشاء إناثا ويهبُ لمن يشاء الذكورَ". هذا صحيح بإذن الله حتى لو قال المجتمعُ خلافَ ذلك وتشاؤم من الإناث واعتبرهن مخلوقات من طينة أحط من طينة الذكور . والغريبُ هنا أن المرأةَ في كثير من الأحيان تُفضل الذكرَ على الأنثى لا لشيء إلا لأن المجتمع البعيد عن الدين قال هكذا!. أنا عندما كانت زوجتي حاملا بالمولود الأول كانت تقول لي : " أسأل الله أن يجعله ذكرا " , وكنتُ أقولُ لها : " في كلّ خير , ولكنني أتمنى أن يكون المولود أنثى " (لأنه جاء في بعض الآثار أن من علامات يُمن المرأةِ أن يكون أول مولود لها أنثى ). وبحمد الله كان المولود - كما تمنيتُ - أنثى ( إسمها آسيا , وهي الآن طالبة في علم النفس بالجامعة في سنتها الأخيرة ) . سألني أحدُهم بعد ذلك بيوم أو يومين , وكان داعية من الدعاة إلى الله " المولود يا شيخ عبد الحميد أنثى أم ذكر ؟!" قلت" أنثى " , فرد علي وكأنه يُصبرني على مصيبة نزلت بي " الخيرُ فيما أعطى الله يا عبد الحميد ! " , فقلتُ له " لو لم أكن أعرفك يا فلان وأحترمُك لقلتُ لك كلمة قاسية تؤلمـُـك . أنا يا فلان فرحٌ جدا ومغتبط جدا ومعتز جدا لأن الله وهبني أولَ ما وهبني أنثى . أنا أحمدُ الله ثم أحمده على ذلك . إذن لا داعي لأن تأتي أنتَ أخي العزيز فتُـصبـِّرني , وتكاد تقول لي : عظَّم الله أجرَك يا عبد الحميد فيما نزل بك! ".