الخميس، 12 أبريل 2012

316- عيب يا أختي الفاضلة ...:

اتصلت بي اليوم ( 21 من شهر جوان عام 2009 م ) امرأة ( من ولاية من ولايات الجزائر ) من خلال الهاتف من أجل رقية شرعية مستعجلة . قلت لها " من أجل من , ومن أجل ماذا ؟!" , قالت " من أجل أخي ... الذي لم يقض حاجته في هذه الليلة ( ليلة دخوله على زوجته ) من زوجته ".

سألتها " ولماذا لم يتصل هو بي عوضا عنك أنتِ ؟!" , قالت " هو مشغول , وهو يستحي كذلك "!!!.

فـنبهتها عندئذ بلطف وعنف في نفس الوقت , نبهتها إلى أنه مقبول منها أن تتدخل من أجل أخيها بسبب مشكل آخر , وأما بسبب أن أخاها لم يقض حاجته من زوجته فغير مقبول منها أبدا أن تتدخل من أجله خاصة وأنه كبير وأنه رجل وأنه متزوج , والمفروض فيه أنه هو الذي يبحث عن حلول لمشاكله ومشاكل أهله من النساء , لا أن تبحث له أخته عن حل لمشكلته هذه بالذات , والمطلوب منه أن يستحي هي هذه المرأة لا أخوها . ثم قلت لها " ما تفعلينه أنت هنا يا أختي الفاضلة أنا لا أقول عنه بأنه حرام أو مكروه , ولكنني أقول بأنه عيب وأنه غير مقبول ولا مستساغ , وأنا لا أحبه أبدا لأختي أو زوجتي أو ابنتي أو أمي أو لأية امرأة من أخواتي في الإسلام الطيبات " .

ثم أضيف هنا لمن يقرأ لي وقفتي هذه ضمن " وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة " , أضيف فأقول :

1- الكثير من الناس تعودوا على أفعال أو أقوال هي في حقيقة أمرها حرام أو مكروهة , أو هي عيب أو لا تليق , أو هي تخالف الأدب والذوق السليم أو ... ولكن هؤلاء الناس تعودوا عليها حتى أصبحت عندهم أمورا عادية وطبيعية .

2- أن تسأل المرأةُ عن دينها , فـهذا حق من حقوقها سواء كانت زوجة أو أما أو بنتا أو أختا . هذا حق من حقوقها , حتى ولو تعلق الأمر الذي تسأل عنه المرأةُ بمسائل الجنس والمعاشرة الزوجية . هو حق من حقوقها ما دامت المرأةُ تريد معرفةَ الحلال والحرام أو تبحث عن علاج لمرض ما أو تريد حلا لمشكلة معينة . وأنا شخصيا تسألني أخواتي بين الحين والآخر عن مسائل خاصة جدا لها صلة بالمعاشرة الزوجية وبالحيض أو النفاس أو ... بدون أن تتحرجن وبدون أن أتحرج أنا , لأن الثقافة الجنسية جزء مهم من الدين الإسلامي الكامل والشامل , حتى ولو قال بعض الجاهلين عكس ذلك .

3- لو كانت مشكلة الرجل هي مشكلة أخرى لا علاقة لها بالجنس والمعاشرة الزوجية , فإن بحث أو سعي المرأة من أجل حل مشكلة أحد محارمها من الرجال يصبح أمرا مشروعا ومقبولا ومستساغا ومفهوما , ولا علاقة له بالحرام ولا بالعيب . وأما أن تبحث المرأةُ المحترِمة لنفسها والمحترَمة من غيرها , أن تبحث بنفسها عن حل لأخيها أو أبيها أو ابنها أو ... الذي لم يقض حاجته من زوجته ليلة دخوله عليها , فهذا أمر غير مقبول ولا مستساغ البتة , وهو عيب , وهو مناف للذوق السليم وكذا لمقتضيات الحياء المطلوب من الرجل , والمطلوب أكثر ومن باب أولى من المرأة .

4- وحتى عندما تبحث المرأة عن حل لمشكلتها هي بالذات , فالأفضل - ذوقا وشرعا – أن لا تطلب هي بنفسها الراقي , بل زوجُـها أو أحدُ محارمها الرجال هو الذي يستحسنُ أن يطلبَ الراقي عوضا عنها هي , وخاصة عندما تكون مشكلة المرأة لـها علاقة بالمعاشرة الزوجية .

5- وأذكر بالمناسبة أن عشرات النساء والفتيات اتصلن بي في سنوات ماضية ( منهن تلميذات أو طالبات ) من أجل حل مشكل مثل هذا , وأذكر أنني أقول لهن دوما نفس الكلام , وأرفض دوما وأصر على الرفض , أرفض أن أساعد على إيجاد أي حل لهذه المشكلة سواء عن طريق النصيحة والتوجيه أو عن طريق الدفع لاستشارة طبيب أو عن طريق رقية شرعية للرجل أو للمرأة أو لهما معا , أرفض وأصر على الرفض ... ولا أقبل إلا أن يتصل بي المعني الأول وهو الزوج , أي الرجل لا المرأة . ثم لا بأس بعد ذلك إن كان حل المشكلة يتطلب مقابلة زوجته , لا بأس أن يأخذني الزوج إلى زوجته أو يأتيني بها لأنصحها أو لأرقيها .

والله وحده أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير , وهو وحده الشافي أولا وأخيرا .

317- بالتعارف الحقيقي يتم التوافق والتفاهم :

ما لم يتعرف كل من الزوجين على حقيقة الآخر , ويتنازل كل منهما من أجل الآخر عن بعض أنماطه السلوكية القديمة حتى يتلاقيا في منتصف الطريق , فلن يتوفر لهما التوافق والتفاهم النسبيان . وهذه حقيقة يجهلها الكثير من الشباب أو يتجاهلونها . والتعارف الحقيقي هو الذي يتم بعد الزواج لا قبله . يسألُ الرجلُ عن المرأة قبل أن يطلبَـها للزواج وتسأل المرأةُ عن الرجل قبل أن توافـقَ عليه . كل واحد منهما يسأل ثم يسأل أطرافا مختلفة ويُـلِـح في السؤال , ثم إذا اطمأن الرجلُ إلى المرأة وعزم على طلبها فليتوكل على الله وليُـقبل ولا يتردد . وكذلك إذا اطمأنت المرأة للرجل وعزمت على القبول به زوجا لها فلتتوكل على الله ولتَـقبل ولا تتردد.

والتعارف الحقيقي هو الذي يتم بعد الزواج لا قبله , وأما من ظن أنه بشبه التعارف الذي يتم قبل الزواج هو قد تعرف وعرف زوجته بالفعل فهو واهم ثم واهم .

وأذكر بالمناسبة أن طالبا جامعيا تعرف على طالبة جامعية وخالطها في الجامعة وخارجها لسنوات وسنوات

( حوالي 10 سنوات ) , خالطها وعاشرها بالطريقة التي لا تُـرضي اللهَ ولا رسولَـهُ , وبالطريقة التي ظن معها أنه عرفها تمام المعرفة وظنت معها أنها عرفته تمام المعرفة . نصحـتُـه مرات ومرات من أجل أن يبتعدَ عنها وليكتفيَ بالسؤال عنها من بعيد إن أراد الزواج منها , وأكدتُ له أنه بما يفعل معها هو يعصي الله وهما يكذبان على نفسيهما وهما لن يتعرفا على بعضهما بهذه الطريقة ولو دامت مصادقـتـهما لبعضهما البعض 20 سنة ... ولكن لا حياة لمن تنادي , لأن النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان وكذا الشهوة الطاغية هي التي كانت تحكم وليس الشرع ثم العقل .

وبعد سنوات وسنوات أذِن الله وتزوج الطالبُ بالطالبة ... ثم بعد حوالي سنة ونصف من الزواج طغت الخلافات بين الزوجين ووقعت لهما مشاكل ومشاكل , وظن الزوجان أن بهما سحرا أو جنا أو عينا فطلباني من أجل الرقية الشرعية لهما ولدارهما . ولما جلستُ معهما وسمعتُ تفاصيلَ عن حيا تهما الزوجية الحاضرة والسابقة غلب على ظني أنه ليس بهما أي سحر أو عين أو جن , وأن مشكلتهما الأساسية والحقيقية أنهما قبل الزواج كانا يظنان أن كل واحد منهما يعرف الآخر حق المعرفة , ولكنهما بعد الزواج فوجئا بالعكس تماما , أي بأن كلا منهما لا يكاد يعرف عن الآخر شيئا , فوقع بسبب من ذلك الاختلاف والتصادم .

ولما أخبرتُـهما برأيي هذا قال لي كل منهما " صدقتَ يا أستاذ . الآن فقط وبعد حوالي 12 سنة من تعرفنا على بعضنا البعض في الجامعة , الآن فقط علمنا وتيقنا أننا لم نعرف بعضنا البعض أبدا قبل الزواج , وأن الكذب والتكلف والاصطناع هو الذي كان يسود بيننا حتى تزوجنا " .

نصحتُـهما عندئذ بـ :

1-وجوب تعرف الرجل على طبائع النساء عموما وعلى طبائع زوجته خصوصا , ووجوب تعرف المرأة على طبائع الرجال عموما وعلى طبائع زوجها خصوصا .

2-استعداد كل من الزوجين للتنازل عن البعض من حقوقه من أجل الآخر .

3-حرص كل زوج على أن يُحسن إلى الآخر ما استطاع لوجه الله أولا .

4-ضرورة التفريق – فيما بينهما - بين حقوق الله وحق الواحد منهما , بحيث يُـطلب من كل منهما التشدد فيما يتعلق بتقصير الآخر في حقوق الله , وفي المقابل يُستحب من كل منهما التساهل فيما يتعلق بتقصير الآخر في حقوقه هو .

5-وجوب تعاون الزوجين على طاعة الله تعالى أكثر من تعاونهما على اكتساب الدنيا ومتاعها الزائل .

6-حتى إذا قصر الزوجان في مستحبات ومع مكروهات , لا يجوز لهما أبدا في المقابل أن يقصرا بارتكاب محرمات أو بالتكاسل في تأدية واجبات شرعية .

ثم تركتهما وانصرفتُ . وفقني الله وإياهما وأهل المنتدى جميعا لكل خير , آمين .

318- هذه قيمة الشؤون الدينية عند البعض من مسؤولي المخابرات في بلداننا الإسلامية :

في نوفمبر 1982 م اعتقلتُ من طرف رجال المخابرات الجزائرية , وذلك من داخل ثانوية مدينة ... لأبقى أتنقل من معتقل إلى معتقل ثم لأستقر في سجن البرواقية الذي لم أخرج منه ( بعد الحكم بالبراءة ) إلا يوم 15 ماي 1984 م .

وقبل أن أؤخذ إلى المعتقل أُخذتُ إلى مقر مخابرات ولاية ... العسكرية , حيث تم التحقيق معي بسبب اتهامي بأنني أتصل بالدعاة هنا وهناك وأُكثرُ من الحديث عن الإسلام ومن الدعوة إليه , وبأنني أنتقد باستمرار سياسة الدولة وأدعو إلى الخروج على النظام , وبأنني عضو في تنظيمات إسلامية سرية الغرض منها في النهاية قلب نظام الحكم في الجزائر , و...

وخلال الساعات القليلة التي قضيتُـها مع رجال المخابرات , بين التهديد والوعيد , ومع سب الدين والله والرسول وكذا سب أمي وأبي وتهديدي بالويل والثبور إن لم أُطلِّـق طريقَ الدعوة إلى الله وأعلن الولاء التام للنظام الظالم والجائر و... في الجزائر, قلتُ : قي تلك الأثناء سألني الضابط في المخابرات :

" ما رأيك في شرب الخمر ؟!" .

قلتُ له " حرام ثم حرام , وهذا ليس رأيي ولكنه من البديهيات في ديننا التي لا يناقشها مسلم ولا يجتهد فيها عالم ولا ينكرها إلا كافر وجاحد " .

رد علي عندئذ غاضبا " أنتَ لست المرجعَ في الدين , ولكن المرجع هو مدير الشؤون الدينية ... ويا ويحك إن قال لي هو خلاف ما تقوله أنت الآن ".

أخذ الضابطُ بعد ذلك وفي الحين سماعة الهاتف واتصل بالسيد مدير الشؤون الدينية على مستوى الولاية , وسأله " ما الرأي في شرب الخمر ؟!" , فسمعتُ السيدَ المدير يقول له

" حرام يا حضرات الضابط " , فما كان من ضابط المخابرات إلا أن أشبع السيدََ المدير سبا وشتما مع بعض الكفر ومع الكثير من الكلام الفاحش !!!.

وأعلق على هذه الحادثة أو الوقفة بما يلي :

1-المسؤول الذي لا يخاف الله تعالى لا يُنتظر منه أي خير لنفسه أو لشعبه أو ... أو للبلاد أو العباد .

2-" رجل الدين" له وجود عند النصارى واليهود ولكن لا وجود له عندنا في الإسلام . في الإسلام يمكن أن يكون كل واحد منا رجل دين إذا تعلم دينه واتقى ربه سبحانه وتعالى . ومنه فلا معنى لقول رجل المخابرات بأن مدير الشؤون الدينية هو المرجع الوحيد أو هو المرجع أو ...

3-من علامات بعد الحكم أو النظام عن الإسلام : أن تعلو كلمة العسكري وتنخفض كلمة الدعاة أو العلماء المسلمين .

4-من خاف الله وحده خوَّف الله منه كلَّ شيء , ومن لم يخف اللهَ وحده خوفه اللهُ من كل شيء .

5-من خاف الله وحده أحبه الناس وحزنوا لموته كثيرا , وأما من خاف غير الله لم يحبه أحد ولم يحزن لموته أحد , ويموتُ عندما يموتُ كما تموت الكلابُ أكرمكم الله .

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر كلمتي الحق والدين , آمين .

319- تصويري مع تلميذات ولو من بعيد :

ليس كل من ينتقدك في حياتك ينتقدك بحق , وليس كل من ينتقدك في الحياة يريد بك خيرا , وليس كل من ينتقدك في حياتك يعلم أنه خير منك ...

أحيانا نجد أشخاصا يعلم الواحد منهم عنا أننا على الحق وأننا على صواب وأننا على خير , ولكن لأن الواحد منهم لا يقدر أو لا يحب أن يجاهد نفسه ليكون مثلنا ( أو خيرا منا ) فإنه يعوض عن ذلك بحرصه على انتقادنا النقد اللاذع الساقط غير الموضوعي .

هناك أشخاص يرون أن غيرَهم أفضلُ منهم , وعوض أن يعملوا مثلما يعمل هذا الغيرُ أو أفضل مما يعمل هذا الغيرُ ليكونوا مثلَهُ أو أحسنَ منه عند الله وعند الناس... عوضا عن ذلك تجد الواحدَ منهم يعمل من أجل إسقاط الغير إلى المستوى الهابط الذي يعيشونه هم وذلك من خلال نقذهم الزائد والمبالغ فيه لهذا الغير ولو بالكذب والزور والبهتان , وكذا من خلال السب والشتم وإلصاق عيوب الدنيا كلها في هذا الغير .

وإذا كان الرد على هذا الناقد مفيدا ونافعا في مرة واحدة فإنه يضر أو لا ينفع ولا يفيد في 10 مرات . وإذا كان الرد مقبولا في حالة واحدة فإن الإعراض وعدم الرد أولى في 10 حالات أخرى.

كنت في بداية اشتغالي بالتعليم عام 1978 – 1979 م حريصا كل الحرص على مصلحة تلميذاتي بالثانوية وكأنهن بناتي أو أخواتي الصغيرات ... أحرص على شرفهن وعفافهن وحيائهن كما أفعل مع نساء أهلي ... وكنت أغض بصري معهن وأتجنب الاختلاط بهن ولا أمس ولا أصافح أيا منهن ولا أقول لواحدة منهن أية كلمة لا تليق ولا أختلي بأية واحدة منهن و... وكان أحد المسؤولين بنفس الثانوية ( هو اليوم متقاعد ولا يكاد يكلمه واحد من الناس , سامحه الله وغفر لنا وله ) عوض أن يشكرني كان يحاول عبثا أن ينشر بين أهل الثانوية دعايات كاذبة مفادها أنني معقد وأنني مريض وأنني مغلق وأنني لا أفهم شيئا من الحياة ومن النساء , وأنني أدعو إلى الدين لا لوجه الله بل لأغراض سياسية ... وأنه لا يليق بأية تلميذة أن تسمع كلمة واحدة مما أقول ولا نصيحة واحدة من نصائحي ولا توجيها واحدا من توجيهاتي لهن و... وأذكر أن دعاياته ضدي كانت دوما تأتي بالثمار والنتائج المعاكسة والحمد لله رب العالمين .

وأذكر أنه من بين التوجيهات التي كنت نصحتُ بها تلميذاتي في نهاية ذلك العام الدراسي ضرورة تجنب التصوير مع الزملاء الذكور " من كانت ترغب في التصوير فلتأخذ لها صورا مع زميلاتها , وأما مع الذكور فلتتجنب التلميذة ولو أخذ صورة واحدة مع أي من الذكور ثم تسليم هذه الصورة لأي واحد منهم ". كنت أحذر من هذا التصوير المختلط لما فيه من سيئات كثيرة خاصة على الإناث . وكنت أطبق هذه النصيحة على نفسي , ومنه فكانت التلميذات تطلبن مني أخذ صور معهن ولكنني كنت أرفض ذلك بقوة على اعتبار أنني رجل أجنبي قبل أن أكون أستاذا أو ... وحتى إن لم أستطع أن أذكر كلمة " حرام " لأنني لستُ أهلا للفتوى , ولكنني أعلم يقينا أن هذا التصوير المختلط فيه من الشر ما فيه .

ومما وقع لي مع هذا المسؤول ( ضمن عشرات الوقائع والحوادث ) أنه حاول معي مرارا من أجل أن آخذ صورا لي مع تلميذات ولما رفضتُ وأصررتُ على الرفض كان ينتظر مروري في أماكن معينة ويصورني من بعيد ( عن طريق كاميرا عادية ) في اللحظة التي تكون فيها تلميذات قريبة مني , حتى ولو كانت المسافة بيني وبينهن عشرات الأمتار ... وكان هذا المسؤول يأخذ هذه الصور ويُـريها للغير ويقول لهم " أنظروا إلى الأستاذ رميته في صورة واحدة مع تلميذات " ... !!!.

ولله في خلقه شؤون , نسأل الله الهداية والرشاد لي ولأهل المنتدى جميعا , آمين .

320 " اذهبن إلى بيوتكن ولا ترجعن إلى الثانوية إلا بلباس قصير وبلا خمار !" :

عندما كنت أدرس أو أعلم التلاميذ في ثانوية ..... عام 78-79 م كان الصراع بيني وبين إدارة الثانوية من جهة أولى وبيني وبين السلطات المدنية والعسكرية من جهة أخرى , كان الصراع قويا وحادا , بسبب إصراري على أن أكون داخل الثانوية أستاذا مربيا ومعلما في نفس الوقت وخارج الثانوية داعيا إلى الله تعالى . هذا الصراع هو الذي جعل السيد مدير الثانوية آنذاك يقول للبعض من مقربيه " أكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو أنني قبلت الأستاذ رميته يدرس في الثانوية التي أديرها " .

ومن مظاهر هذا الصراع أن السيد ناظر الثانوية ( نائب المدير للدراسات ) كان من باب محاربة الدين أولا ومن باب التشفي في أنا ثانيا , وبعد أن علم بأنني أنصح التلاميذ عموما بالدين والأدب والأخلاق وأنصح التلميذات خصوصا بالستر والعفاف والحياء وبالبعد عن الاختلاط بالذكور أو مصاحبة الذكور وبـ ... قلت : كان السيد ناظر الثانوية يأتي بين الحين والآخر عندي ( قبل بدء الحصة مع التلاميذ ) ليقف بجانبي قبل أن أدخل التلميذات إلى القسم لينظر إلى التلميذات اللواتي بدأن يلبسن االلباس الطويل أو اللواتي يلبسن ولو نصف خمار فيطردهن أمامي وبطريقة غير شرعية وغير قانونية وبجرأة كبيرة وبوقاحة منقطعة النظير , وكان يقول لهن " لن تقبلكن الثانوية إلا بعد ارتداء اللباس القصير وبعد التخلص من شبه الخمار الذي فوق رؤوسكن " !!!. وكنتُ أتألم كثيرا وأحزن حزنا شديدا لأنني كنت أرى الباطل أمامي ولا أستطيع أن أغيره , لأنني لو اشتكيتُ بهذا الناظر الذي يخالف الدين والقانون, سيقف المسؤولون ( خاصة في ذلك الوقت ) مع هذا الناظر ومع كل مسؤول يحارب الدين بالطرق المباشرة أو غير المباشرة .

ومع ذلك كنت أتمنى في ذلك الوقت لو كانت إحدى التلميذات ابنتي ( لم أكن متزوجا بعد ) أو أختي أو أية واحدة من محارمي , لأنني عندئذ كنت سأدخل في معركة يمكن جدا أن تكون رابحة ضد السيد ناظر الثانوية سواء بضربه أو برفع دعوى قضائية ضده أو ..., لأن القانون المعوج يقول بروحه أو بنصه " ليس لك أي حق يا أستاذ أن تدافع عن الدين لأنك أستاذ علوم فيزيائية ولست وصيا على الدين ... ولكنه يسمح لك في المقابل أن تدافع عن عرض أو شرف إحدى محارمك " .

ثم أقول في النهاية بأنه ذهب زمان وجاء زمان وأصبح الحجابُ ( والحمد لله ) منتشرا في كل مكان بالجزائر وأصبحت أغلبية النساء والبنات الجزائريات متحجبات وأما هذا الناظر وأمثاله فإنهم إما أن يتوبوا إلى الله وهذا ما أتمناه لهم من أعماق قلبي , أو سيذهبون إلى مزبلة التاريخ – أكرمكم الله - . وللعلم فإن هذا الناظر متقاعد اليوم ولا يكاد يتحدث معه أحد من الناس , لأن من كان يتحدث معه أيام زمان كان يفعل ذلك طمعا فيه أو خوفا منه لأنه فقط مسؤول , لا على اعتبار أنه أهل بالفعل لأن يُحَـب .

وصدق الله تعالى " ولينصرن الله من ينصره "," وكان حقا علينا نصر المؤمنين"

" ويأبى الله إلا أن يتم نوره " ولو كره الكافرون أو المشركون أو حتى العصاة من المؤمنين .

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة , آمين .

ليست هناك تعليقات: