الأحد، 17 فبراير 2008

3- أحسن ليلة في حياتي :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

3 - أحسن ليلة في حياتي :
هي الليلة التي تزوجت فيها عشية يوم 1984 / 7 / 12 م . كنتُ منذ الصغر أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأحقق نصف ديني , وأسأل الله أن يعينني على النصف الآخر. وكنت منذ الصغر أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأبدأ زواجي من أول يوم بالحلال .وكنتُ كذلك أحلم منذ الصغر باليوم الذي أتزوج فيه , لأخدم زوجتي وأحسن إليها - مع بقاء رأس الحبل بيدي ومع بقاء القوامة لي ومع الابتعاد عن ابتغائي لمرضاة زوجتي - أكثر مما تخدمني وأكثر مما تحسن إلي. ا- وتم لي هذا الأمر والحمد لله عشية يوم الخميس 12 جويلية 1984 م وليلة الجمعة 13 جويلية 1984 م , حين تزوجتُ من خلال عرس مبني على الحلال من أول خطوة فيه إلى آخر خطوة . تم حفل الزفاف كما أحببتُ أنا لا كما يحب أهلي ولا كما تحب النساء من أهلي . استشرت الجميعَ , ولكن الكلمة الأخيرة كانتْ لي في كل شيء والحمد لله. تم الزواج بعيدا عن كل محرمات وبدع الأعراس . وتم الزواج بعيدا عن الإسراف والتبذير . وتم الزواج بعيدا عن الإختلاط المحرم بين النساء والرجال . وتم الزواج بعيدا عن الغناء الذي لا يجوز و... ومع ذلك فرح الناسُ أيما فرح بما يتفق مع مناسبة العرس . فرحوا وسهروا ليتفرجوا على حفل استمر من ال 10 ليلا وحتى الواحدة صباحا , عُرضت فيه مسرحيةٌ هادفة عن الأعراس , وسكاتشان مضحكان وهادفان , ودرس ديني له صلة بالزواج والأعراس والأفراح في الإسلام , و5 أو 6 أناشيد دينية عن الزواج والأعراس وعن الحياة الإسلامية بشكل عام , واستعراض "كاراتيه " رائع جدا , و... قُدم الكلُّ من طرف فرق من الشباب المسلم المتدين من أهل بلدة زوجتي ( ميلة ) ومن أهل بلدتي أنا (سكيكدة ) جازاهم الله خيرا وجعلهم من أهل الجنة . فرحَ الناس في تلك الليلة من خلال حفل حضرهُ أغلبُ أهل القرية التي أسكنُ فيها- من دُعي للعشاء ومن لم يُدع -. وما زال الكثيرُ من الناس - في مسقط رأسي - إلى اليوم يقولون عندما يسمعون أحدا يتحدث عن حفلات الأعراس الإسلامية " من كان محتفلا بزواجه فليحتفلْ كما فعل عبدُ الحميد رميته عام 84 م , وإلا بلاش " , والحمد لله رب العالمين. ب - وتم لي ما تمنيتُ من خلال هذا الزواج , حيث أنني منذ تزوجتُ وأنا أحرص على أن أنافس زوجتي في الإحسان إليها وفي خدمتها مع بقائي قواما عليها بدون أي تناقض بين هذا وذاك .بالمعاملة الطيبة وبالإحسان وبالكرم و...يملك الزوجُ قلبَ المرأة ويجعلها تحبه. وبالجد والحزم والشجاعة والجرأة والثبات على المبدأ وعدم المجاملة على حساب الحق والعدل والشرع يملك الزوجُ عقلَ الزوجة ويجعلها تحترمه وتقدره وتهابه. وهذه هي العلاقة المثلى بين الرجل والمرأة في الإسلام كما أفهمها أنا .هي زوجتي في الدنيا وأسأل الله أن نكون في الآخرة زوجين في الجنة بإذن الله. هذه هي قصة زواجي باختصار . وليلةُ زواجي كانت هي أحسنَ ليلة في حياتي مع ليلة أخرى أذكرها لا حقا بإذن الله تعالى .أحسنُ يوم في حياتي هو اليوم الذي حفظتُ فيه القرآن , وأحسنُ ليلة في حياتي هي الليلة التي تزوجتُ فيها .
وبعضُ الجهلة يقولون " لماذا الجمعُ بين القرآن والزواج ؟!" , وكأن القرآنَ طيبٌ والزواجَ خبيثٌ أو كأن القرآنَ دينٌ والزواجَ دنيا !!!.والحقيقةُ أن القرآنَ وحفظه دينٌ , والزواجَ دينٌ كذلك , وهما مكملان لبعضهما البعض بإذن الله تبارك وتعالى
.

ليست هناك تعليقات: