الأحد، 17 فبراير 2008

4- أحسن ليلة في حياتي ليلتان :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

4 -أحسن ليلة في حياتي ليلتان :
ليلة ذكرتها من قبل , وليلة أذكرها الآن :تم إدخالي السجن من يوم 30/9/1985 م إلى 15/1/1986 م بتهمة الانتماء لجماعة " ... " رحمه الله الذي لم أكن أعرفْـه وما عرفْـتُـه من بعد قط , حتى سمعتُ خبرَ مقتلِـه بعد ذلك بمدة. تم التحقيقُ معي 3 مرات
( وتأكدتْ براءتي مما اتهمتُ به 3 مرات كذلك ) , وسُلطتْ علي أشكال التعذيب المختلفة المادية والبدنية والنفسية والمعنوية , وعُذبت بالكهرباءِ وغير الكهرباء , بالضربِ بالطرق المختلفة , بالسبِّ والشتم , بسبِّ الله وسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والعلماء , بالتهديدِ بإجباري على الزنا وعلى شرب الخمر و...وأثناء هذه الفترة كان أنيسي الأساسي هو الصلاةَ والقرآن والذكر والدعاء , وخاصة القرآن الكريم الذي كنتُ حفظتُه في السجن الأول كاملا. وكنت أبكي باستمرار وأبكي وأبكي - لا جزعا ولا يأسا - وإنما من أجل أن أطمئنَّ إلى أن البلاءَ نزل لمغفرةِ الذنوب وتثبيتِ الأجور ورفعِ الدرجات ( بإذن الله ) لا كعقوبة من الله .كنتُ أبكي باستمرار وأقول " يا ألله أرني علامة تطمئنني من خلالها أنَّ البلاءَ النازل بي ليس عقوبة !!!" " يا ألله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله " وبقيتُ على ذلك أياما وأياما أبكي وأدعو الله وأتوسلُ إليه وأتضرعُ إليه وأرجوهُ
" يا ألله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ....... يا ألله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ....... يا ألله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله". وفي ليلة من الليالي رأيتُ رسولَ الله عليه الصلاة والسلام في المنام ( على صورته الواردة في السنة الصحيحة ) , رأيـتُـه وكأنه في غزوة من الغزواتِ , رأيته وهو ممتطي لجواده مع أصحابه . توقفَ ونظر إليَّ وكنتُ واقفا على رجلي وقال لي : " إمض إلى الأمام , إنَّـكَ على حق" .وعندها استيقظتُ من نومي على فرحة لم أشعر بمثلها إلا في ليلة زواجي . استيقظتُ وأنا أضحكُ فرحا وأبكي فرحا واختلطتْ عندي دموعُ الفرح مع ضحكاتِ وابتساماتِ الفرح.وأصبحتُ في ذلك اليوم وأنا أشكر الله ثم أشكره ثم أشكره بعد أن نزلتْ على قلبي سكينةٌ وطمأنينة لم أعرفهما من قبل .وأصبحتُ أقولُ وبصوت مرتفع داخلَ زنزانتي , غيرَ مهتم بمن يسمعني أو لا يسمعني , أقولُ والفرحةُ تغمر كياني كله " والله يا ...( رئيس الدولة في ذلك الحين ), أنا في سعادة لو علمتَ بها لقاتلتني عليها بالقوة والسلاح ".
"إفعلوا - يا جلادين - بي من اليوم فصاعدا ما تشاءون , فإنني لا أبالي . وإذا كنتم تملكون بدني فإنكم لا ولن تملكوا قلبي أبدا . بدني تفعلون به ما شئتم بإذن الله , وأما قلبي وعقلي وروحي فلا سلطان لكم عليه : إنه لربي أولا ثم لي ثانيا وليس لكم منه شيء." هذه أحسنُ ليلة في حياتي مع ليلة زواجي .
والله أعلم بالصواب .

ليست هناك تعليقات: