الاثنين، 15 يونيو 2009

وقفات مع ذكريات من261 إلى 270 :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

261- لا بد أن تبحث عن السبب غير المباشر ! :
نلاحظ في الكثير من الأحيان أحداثا معينة خلال حياتنا اليومية نرى من خلالها أشياء ونسمع أشياء أخرى لا نفهمها ولا نعرف مغزاها ولا الداعي إليها , ونتعجب : إما بيننا وبين أنفسنا , أو نتعجب مع القريبين إلينا من الناس , نتعجب " لماذا وقع كذا , وما السبب فيما حدث ووقع ؟! ".
نبحثُ ثم نبحث , فلا نجد سببا معقولا ومنطقيا لما وقع أمامنا . نعصرُ الذهن وننشطه , ونحلل ونناقش و... ومع ذلك لا نجد سببا مُقنعا مهما كان بسيطا لما وقع أو يقع أمامنا . والحقيقة أننا لم نفهم ولم نجد تفسيرا لما وقع , لأننا بحثنا فقط عن الأسباب المباشرة الممكنة ولم نهتم بالأسباب غير المباشرة التي قد تكون هي الحقيقية .
إن السبب فيما وقع غير مباشر ولذلك لم ننتبه نحن إليه , ومنه فما أحوجنا إذا أردنا أن نفهمَ كما ينبغي الكونَ والحياة والإنسان , وأن ننتفعَ بما نفهم , ما أحوجنا إلى أن نبحث عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة لما يقع ويحدث أمامنا .
ومن أجل توضيح ما قلـتُـ ه هنا :
مثال أول : قالت لي امرأة في يوم من الأيام :
1- أنا لا أدري لماذا يقلق زوجي من صلاتي المفروضة أو من صلاة النافلة ؟!. كلما رآني أصلي احتج علي – رغم قيامي بحقوقه علي وزيادة - بمثل قوله " أهذا قيام ليل أم ماذا ؟! " , " أنت تصلين وكأنك تعتبرين نفسك أتقى امرأة في الدنيا ؟!" , " هيا أسرعي . اعطني غذائي . الوقتُ الآن ليس وقت صلاة " , " والله إذا لم تحضري لي القهوة خلال 5 دقائق سأفعل لكِ كذا وكذا ..." !!!.
2- أنا لا أدري لماذا ينزعج زوجي من قراءتي للقرآن الكريم من المصحف . كلما رآني – يوميا في الصباح وفي المساء – أقرأ القرآن احتج علي بمثل قوله " ليس في الدنيا غير القرآن يا هذه ..." , " القرآن لن يجلب لنا أكلا أو شربا ..." , " هذا ليس وقت قرآن , وإنما هو وقت أكل وشرب " , " والله إن لم تحضري لي أكلي خلال دقائق قليلة سآخذ منكِ المصحفَ وأخبئه في مكان لن تستطيعي الوصول إليه أبدا " , " هيا أسرعي اعطني اللباس كذا وكذا ... أنا مشغول " , " ما هذا القرآن الذي أراك تقرئينه في كل وقت " ؟!.
3- أنا لا أدري لماذا ينزعج زوجي من تتبعي لأي برنامج ديني على التلفزيون ؟! . كلما رآني – تقريبا – أتفرج على برنامج ديني في قناة الناس أو الرحمة أو إقرأ أو المجد أو الحكمة أو الخليجية أو ... فسدت أحواله وتجهم وجهه واتجه بعصبية إلى التلفزيون ليطفئ الجهاز أو ليغير القناة إلى ما فيه رياضة أو غناء أو أفلام رعب أو ... ويقول لي " درس الجمعة يسمعه الناس مرة واحدة في الأسبوع , ولا يُقبل أبدا أن نبقى طيلة الأسبوع مع الدروس الدينية يا امرأة ..."!.
وهكذا ... تحكي لي المرأة الكثيرَ عن انزعاج زوجها من كل ما هو ديني , ثم تقول لي " أنا لا أدري يا شيخ لماذا يفعل زوجي ويقول لي كل ذلك ؟!" .
وأنا أجبتها على سؤالها بجواب طويل جاء فيه أو منه " أنت تبحثين عن السبب المباشر , ولذلك لم تجدي سببا , وأما لو نبحثُ سويا عن السبب غير المباشر , فسنعرف بكل سهولة سببَ انزعاج زوجك من كل ما هو ديني أو له صلة بالدين . وإذا عُـرف السببُ الحقيقي بطلَ العجبُ . إن الأمر بسيط جدا ومفهوم جدا . إن زوجك لا يصلي , وهو يتتبع من زمان عورات النساء الأجنبيات , بل هو زان كما تعلمين أنتِ , بل هو يعترف لك بذلك , وزوجك يسرق بسهولة ويكذب ويخون وكأنه يشرب ماء !. إذا كان هذا هو حال زوجك , فمن الطبيعي جدا أن ينزعج من كل ما تفعلينه أنت مما يذكره بالله واليوم الآخر . إنه ما زال حتى الآن منغمس في الشهوات والأهواء وهو – حاليا – لا يريد أن يتوب , مهما نصحه ناس وناس , بل إنه – حاليا – يغضب ممن ينصحه. ومنه فإنه يعتبرك تنصحينه ولو بطريقة غير مباشرة عن طريق الصلاة والقرآن والدروس الدينية . إنه لا يريد أن يتذكر الصلاة لأنه لا يصلي , وهو – حاليا – لا يريد أن يصلي . وهو لا يريد أن يراك تقرئين القرآن لأن القرآن يقول له مثلا " لا تقربوا الزنا , إنه كان فاحشة وساء سبيلا " , وهو يرى أن في الزنا متعة لا تعادلها متعة (!) . وهو لا يقبل منك أن تسمعي دروسا دينية في التلفزيون أو من خلال أشرطة أو أقراص أو ... لأن كل هذه الدروس تقول له بأنه فاسق فاجر, وأن عليه أن يتوب إلى الله وهو – حاليا – لا يريد أن يتوب ,وهكذا...
يا أختي الفاضلة إن زوجك ينزعج من الصلاة والقرآن والدروس الدينية , لأنه – باختصار – يرى كل ذلك منك نصحا غير مباشر له بأن يتوب إلى الله , وهو – حاليا – ليس عنده أي استعداد لأن يتوب . ولو ذهبتِ أختي الكريمة إلى امرأة أخرى متزوجة برجل صالح , فإنك ستلاحظين أن زوجها يفعل معها عكسَ ما يفعله معك زوجُـك , بمعنى أن زوجها يفرح كثيرا عندما يراها تصلي وتقرأ القرآن وتسمع الدروس الدينية و.... سيفرح وسيشاركها في عباداتها بطريقة أو بأخرى , وسيعتبر أن هذه نعمة كبيرة أنعم بها الله عليه . إن زوجك كلما أقبلتِ على الدين انزعج أكثر وأساء إليكِ أكثر , وأما زوج الأخرى فكلما أقبلتْ هي على الدين فرح أكثر وسعد أكثر وأحسن إليها أكثر .
مثال ثاني : أنا من زمان طويل , أي من أكثر من 23 سنة , أي منذ بدأتُ أعالج الناس بالرقية الشرعية عام 1985 م , وأنا أدعو الناس أن يطلبوا الرقية الشرعية عند مطلع على الدين يخاف الله تعالى , وكذا عند من لا يأخذ أجرا على الرقية , وذلك لأنني مقتنع – بغض النظر عن الحكم الشرعي بجواز أخذ الأجرة على الرقية - :
1- بأن عدم أخذ الأجر على الرقية أفضل من أخذه , وهذا بلا أي خلاف بين عالمين من علماء الإسلام في الدنيا كلها , من عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وإلى اليوم .
2- وبأنه ضمن حوالي 50 شخصا يأخذون الأجر على الرقية الشرعية , ربما لا يوجد منهم إلا شخص واحد يتقي الله في ذلك , وأما ال 49 الآخرون ( تقريبا بطبيعة الحال ) فإنك تجدهم غالبا سارقين وكاذبين وآكلين لأموال الناس بالباطل . ومنه فلقد رقيتُ حتى الآن أكثر من 14 ألفا من الأشخاص خلال أكثر من 23 سنة , وما أخذتُ على رقية واحدة ولو سنتيما واحدا في أي يوم من الأيام , والحمد لله رب العالمين .
ثم أقول : عندنا في بعض الولايات الجزائرية أشخاصا رقاة سمعوا مني وعني أنني أشجع كثيرا على عدم أخذ الأجر على الرقية حتى أصبحت زوجةُ الواحد منهم تطلبُ أن أرقيها أنا ( عوض أن يرقيها زوجها الراقي الذي لم تقتنع به هي مع أنه زوجها , لم تقتنع به للأسف الشديد لأنه متكالب على أكل أموال الناس بالباطل ) فيبعثها زوجها إلي مع أخيها مثلا من أجل أن أرقيها أنا . حدث هذا في أكثر من مرة .
ثم بعد ذلك يسمع بعض الناس من بعض هؤلاء الرقاة قوله " أنا أكره الأستاذ رميته "! . يتعجب الشخصُ عندما يسمع من الراقي هذا الكلام , ولا يفهمه . لا يفهمه لأنه بحث فقط عن الأسباب المباشرة فلم يجد سببا مباشرا مهما كان ضعيفا . هو تساءل فيما بينه وبين نفسه " هذا راقي شرعي والأستاذ رميته راقي شرعي , فلماذا يكره هذا الراقي الأستاذ رميته ؟!". والجواب عن هذا التساؤل هو أن سبب هذه الكراهية غير مباشر. إنه يكرهني لأنه يسرق أموال الناس بالكذب عليهم , ولأنه يأخذ منهم الأموال الطائلة من أجل رقية بسيطة جدا لا تكلفه جهدا ولا وقتا , ولأنه يرقيهم من أجل أشياء لا علاقة لها أبدا بالرقية كالدراسة والعمل والتجارة والزواج والسيارة و... , و ... وأنا ضد كل ذلك .
مثال ثالث : جاءني رجل في يوم من الأيام منذ حوالي 14 سنة من أجل رقية له ولزوجته , لأنه تزوج في الأيام الماضية وما زال لم يقض حاجته بعد من زوجته . سمعتُ منه ومن زوجته بالتفصيل من أجل أن أعرف سبب عدم قضاء حاجته : هل هو عضوي أم أنه نفسي ( تعب وخوف و ...) أم أنه سحر ربط ؟ , لأن كل سبب يعالج بالطريقة المناسبة والمتفقة معه . تكون لدي انطباع في البداية بأنه ليس بهما أي سحر , أي أن المشكلة إما نفسية أو عضوية . ومع ذلك وتحت إلحاح الزوجين علي رقيتهما مرة ثم بعد أيام قليلة رقيتهما مرة ثانية ( مع أنه لو كان هناك سحرا فإن رقية واحدة كافية بإذن الله في أغلب الأحيان ) ولم يتبين لي أي أثر لسحر أو ربط سواء للزوج أو للزوجة . بقيت مشكلـتهما قائمة بعد أن رقاهما أكثر من راقي , بقيت لشهور عدة . وبعد حوالي 3 شهور اتصل بي الزوج وطلب مني رقية ثالثة له ولزوجته . استجبتُ للطلب ورقيتهما بعد أن سمعتُ منهما أكثر مما سمعتُ في المرتين 1 و 2 . وفي نهاية هذه الجلسة الثالثة تكون عندي شبه يقين بأن المشكلة عضوية وهي أن الزوج عاجزٌ جنسيا . صارحتُ الزوج بذلك , وقلتُ له " أنا لستُ طبيا , وأنا لم أفحصك لأن هذا ليس من صلاحياتي , ولكنني أعطي رأيي الذي أعتبره صوابا ولكنه يقبل الخطأ : أنت يا فلان عاجز جنسيا ولستَ مسحورا , وأما زوجتك فليس بها شيء . أسأل الله أن يشفيك وأن يبارك لك في زوجتك وأن يبارك لها فيك وأن يجمع بينكما في خير [ هذا مع ملاحظة أن العجز الجنسي عند الرجال نادر جدا , ولكن علاجه صعب جدا حتى اليوم في أغلب الأحيان ] .
بعد ذلك بحوالي شهر سمعتُ بأن الرجل يريد أن يطلق زوجته على اعتبار أنها مسحورة ولم ينفع الرقاة في علاجها , وذلك من أجل أن يحطم لها مستقبلها !. هو يريد أن ينتقم لعجزه الجنسي [ لأنه تبين - طبيا وعضويا - بعد الطلاق , بأن الرجل بالفعل عاجز جنسيا ] من هذه المرأة المستضعفة . رأيتُ عندئذ أن من واجبي الشرعي مهما كان الأذى الذي يمكن أن يأتيني نتيجة لذلك , أن أتدخل لأنه لا أحد يعرف حقيقة الأمر مثلي أنا . اتصلتُ بعائلة الزوجة وأخبرتهم بأن ابنتهم ليس بها شيء , وأذكر أن الزوجة عندما سمعتني أقول لأهلها ما قلتُ بكت طويلا من الفرح لأنها رأت أنني رفعت عنها التهمة الباطلة التي يمكن أن تعطلها عن الزواج طيلة حياتها [ والحمد لله على أنها – بعد الطلاق - تزوجت من رجل صالح , وهي تعيش معه اليوم على أحسن حال ] . واتصلتُ بعائلة الزوج وبالزوج وقلتُ لهم بأن المرأة ليس بها شيء وأن الزوجين ليس بهما أي سحر , ولم أذكر لعائلته بطبيعة الحال أمر العجز الجنسي لأنني من جهة لم أكن متأكدا من ذلك 100 % , ولأنني من جهة أخرى لم أرد أن أحرج عائلته بمشكل مثل هذا , سوف يقلقهم كثيرا . وأذكر أنني قلتُ للزوج وعائلته " إن أردتم أن تطلقوا فلا تظلموا المرأة , وقولوا مثلا ( لم نتفق , لذا وقع الطلاق ) , ولكن الذي لا يجوز أبدا هو أن تلصقوا بالمرأة أمرا هي بريئة منه تماما . رجاء لا تظلموا المرأة فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .
وقلتُ للزوج بيني وبينه " المطلوب منك الآن أن تسعى من أجل علاج نفسك لا أن تتهم المرأة بما ليس فيها" , وبالطبع فإن موقفي هذا منه ومن زوجته ومن الطلاق الذي كان مقبلا عليه أوغر صدره ضدي كثيرا , خاصة وأنه رأى أنني الوحيدُ الذي كشفتُ له عن عجزه الجنسي , وخاصة كذلك أن العجز الجنسي يمس أمرا من خواص رجولة وفحولة الرجل , أي رجل في الدنيا كلها . ولذلك فإنني رأيتُ أن الرجل كأنه تمنى لو أن الأرض انشقت تحت قدميه ولم يعلم " عبد الحميد رميته " بعجزه الجنسي !. لذلك حقد علي كثيرا ( مع أن صلة أهله بي طبية وحسنة وجيدة من زمان وحتى اليوم ) وظهر بعضُ حقده علي من خلال لقائي الأخير به قبل أن يُـطلق عندما أكدتُ له بأن المرأة سليمة وأن المشكل فيه هو . وواضح بطبيعة الحال أن العيبَ ليس في المرض في حد ذاته لأن المرض قضاء وقدر يجب أن نؤمن به جميعا كمسلمين مؤمنين , وكل واحد منا يمكن أن يمرضَ , ولكن العيبَ كل العيب هو في إنكار المرض ومحاولة الانتقام من المرض باتهام وظلم الغير .
طلق الرجل زوجته بعد ذلك بأيام , ثم تزوجت هي بعد ذلك بسنة أو أكثر .
ومضت على ذلك سنوات عدة ( 3 أو 4 سنوات ) ثم أخرجتُ أنا تلميذة من قسمي بالثانوية , بسبب لباسها الفاضح , ثم جاء وليها ( وهو ليس أباها بطبيعة الحال ) يسبني ويشتمني كما قصصتُ القصة بالأمس من خلال الموضوع الذي نشرتُـه في المنتدى . عندما سبني وشتمني هذا الرجل تعجبتُ في ذلك الوقتِ لماذا وقع ذلك ؟!. بحثُّ عن سبب مباشر فلم أجد , حاولتُ ثم حاولتُ فلم أجد شيئا , ولكنني عندما تذكرتُ بعد أيام أن الرجلَ هو نفسه الذي كشفتُ له ولزوجته من سنوات عن عجزه الجنسي , عرفتُ السببَ غير المباشر لحقده علي واندفاعه المبالغ فيه إلى سبي وشتمي .
وإذا عرف السبب – مباشرا أو غير مباشر – بَـطُـلَ العجبُ كما يقولون .
أسأل الله الهداية والصلاح لهذا الرجل وكذا الشفاء مما به , وأن يزوجه الله في يوم من الأيام بامرأة صالحة تعينه على أمر دينه ودنياه وأن يسعده الله في الدارين .
أسأل الله لي ولأهل المنتدى جميعا بلا استثناء الصدق والإخلاص لله عز وجل في كل قول أو عمل , آمين .
262- حتى اليهودية ومطلوب منك أن تدافع عنها ضد من يريد الاعتداء على شرفها :
قلتُ بالأمس ( 3 /2 /2009 م ) أمام التلاميذ الذكور – بالثانوية - الكلمة التي أقولها لهم باستمرار ولا أمل من قولها " إن الذكورَ كثيرون , ولكن الرجال قليلون . وإن الواحدَ منكم لن يكون رجلا إلا إذا حرص على أن يدافع عن المرأة –كل امرأة- كأنها أختُـه بالضبط . إذا وجدَ الواحد منكم في يوم ما "رجلا ساقطا " يريدُ أن يعتدي على إحدى زميلاته في الثانوية ( أو على أية امرأة أخرى ) ,فإن عليه أن يأخذَ عصا أو سكينا أو ... ويقول للآخر " تفضل ! إنك لن تصل إليها بإذن الله إلا على جثتي ! ". إذا حرصتَ أيها التلميذ ( وأيها الذَّكر بشكل عام ) على شرف المرأة وحيائها وعفتها ,كما تحرص على شرف وحياء وعفة أختك , وبالشكل الذي ذكرتُ , فعندئذ وعندئذ فقط أنتَ تستحقُّ أن تكون رجلا وممن قال الله فيهم " من المؤمنين رجال ..." , وإلا فأنت ذكرٌ ولكنكَ لستَ رجلا للأسف الشديد ".
فقال لي أحدهم " يا أستاذ أنا لا أقبل أبدا أن أدافع عن امرأة إلا إذا كنتُ أعرفها وأعرفُ بأنها مستقيمة وعفيفة وطاهرة وطيبة ومباركة و ...!!!" .
فأجبته بما يلي :
1- يجب أن يكون الواحد منا صريحا مع نفسه كل الصراحة , لأن الرجل أحيانا يزعم أنه مستعد للدفاع عن شرف المرأة وهو في حقيقة الأمر واحد ممن يلطخون هذا الشرف , بل إن من المضحكات المبكيات في عالم الناس اليوم أن أكثر من رجل أعرفه يدعي – كذبا وزورا - لفتاة ما بأنه يحبها ويريد أن يتزوج منها ومنه فهو لا يسمح لها أن تُـكلم ولو رجلا واحدا ( غيره هو ) ولو بكلام عادي ولو تم هذا الكلام أمام الناس وبلا خلوة و ... ثم تجده هو في المقابل يزني بها مرات ومرات بلا أدنى حرج عنده أو عندها . يحدث هذا كما يحدثُ مع من يُـحكى عنه بأنه زنى بامرأة ( ولم يفكر في الحرام ) ثم لم يعزل ماءه عنها , فسئل عن ذلك " لمَ لمْ تعزلْ حتى لا تُـفضح بحملِ المرأة منك ؟!" , فقال " لأنني سمعتُ بأن العزلَ مكروهٌ في الإسلام " !!!.
2- ثم يجب على أي واحد منا – معاشر الرجال – إن انتقدنا المرأة أن ننتقدها من باب النصيحة لها لا من باب التشهير بها , ولنعلم أن الرجل مكملٌ للمرأة وهي مكملةٌ له , وفي كل خير بإذن الله , و" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " رجلا كان أو امرأة .
3- ثم من أين جاء هذا الشرط الذي يتمثل في أنه لا يجب علي أن أدافع عن شخص إلا إن كان مستقيما ومؤمنا وطيبا ومباركا و...؟!. إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما وقال " لا تظالموا " , ولذلك فإنه يجب على المسلم أن يدافع عن المظلوم حتى ولو كان كافرا . ثم لو انطلقنا من هذا المنطلق واعتبرناه صحيحا , وقلنا " لن ندافع عن أحد إلا بعد التأكد من أنه مستقيم مؤمن ومسلم و..." , فإن الدفاع عن المظلوم وإنكار المنكر سيسقط تلقائيا عندئذ ولن يبقى واجبا من واجبات المسلم المؤمن , لأنه لا أحد من البشر في الدنيا كلها , معصوم عن المعصية والظلم والإثم والعدوان , إلا الأنبياء عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام .
4- ثم إن معرفة حقيقة المظلوم إن كان مستقيما طائعا أو منحرفا عاصيا , تتطلب وقتا وجهدا وبحثا هنا وهناك مع الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء والسلطات المدنية والجنائية و ... ومن البديهي بمكان أن نقول بأنه لا يمكن شرعا وعقلا ومنطقا أن نبحث ساعات وأياما وأسابيع ...حتى نطمئن على سلامة اعتقاد وسلوك الشخص , ثم بعد ذلك نجري لننصره على من ظلمه !.
5- صحيح أن حد قذف المحصنات مثلا لا يطبق – كما قال كثير من الفقهاء - على شخص القاذف إن لم يأت ب 4 شهداء , إلا إن كانت المرأة المقذوفة عفيفة وطاهرة وشريفة . وأما إن تم قذف امرأة سيئة السمعة فإن شخص القاذف قد يُـعزر ولكن لا يقام عليه حد القذف إن لم يأت ب 4 شهداء . ولكن هذه مسألة وما نتحدث عنه في موضوعنا هنا مسألة أخرى . نحن نتحدث عن امرأة يريد رجال سقاط أن يزْنوا بها أو يغتصبوها , هل يجب أن ندافع عنها مهما كانت في حياتها اليومية : طائعة أم منحرفة ؟!. والجواب المؤكد هو أنه يجب على كل مسلم قادر على الدفاع أن يدافع عن هذه المرأة حتى لا يعتدى أحد على شرفها .
6- مطلوب منا أن ندافع – كمؤمنين ومسلمين - عن الشرف والكرامة والعفة للمرأة مهما كان سلوكها , ومطلوبٌ منا كذلك أن ندافع عن الشرف والعفة والكرامة لوجه الله أولا قبل أن يكون لوجه المرأة المراد ظلمها والاعتداء عليها . وإن مات الواحد منا وهو يدافع عن هذه المرأة فهو بإذن الله عند الله شهيد.
7- المرأة اليهودية المدنية على أرض فلسطين حتى ولو لم تكن محاربة هي – كما يقول الكثير من علمائنا – عدوة , وهي جندية من جنود بني صهيون المحتلين لأرض فلسطين الطاهرة , ومنه فيجب على أي مسلم استطاع أن يصل إليها ليقتلها أن يقتلها , وله إن شاء الله على ذلك الأجر الكبير عند الله تعالى .
وأما المرأة اليهودية المسالمة التي تعيش مثلا في بلد من بلادنا العربية الإسلامية ( كالجزائر مثلا ) كمواطنة عادية
" وأهل ذمة " , إن أراد ساقط من الرجال أن يعتدي على شرفها وأحب أن يغتصبها , فإنه يجب على كل مسلم قادر أن يدافع عنها ضد من يريد تلويث شرفها ولو أدى به ذلك إلى أن يموت في سبيله شهيدا بإذن الله .
يجب على كل رجل مسلم أن يدافع عن المرأة المراد الزنا بها مهما كانت هذه المرأة منحرفة أو كافرة أو نصرانية , بل حتى ولو كانت يهودية .
والله وحده أعلم بالصواب .
نسأل الله أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر المدافعين عن المظلومين مهما كانوا .
كما نسأله تعالى أن يحفظ لنا نساءنا وبناتنا وزوجاتنا وأخواتنا طيبات مباركات عفيفات شريفات قانتات تائبات عابدات سائحات , آمين .
263- الحكمة ضالة المؤمن :
قال لي أحد الإخوة الكرام في منتدى من المنتديات وفي يوم من الأيام , تعليقا على وقفة من وقفاتي مع ذكريات حسنة أو سيئة عنوانها ( رفضتها في القسم بسبب لباسها الفاضح ) , قال لي معترضا " الأستاذ رميته , أراك كثيرا ما تحكي عن نفسك ثم تذكر ما يستفاد من النص أو القصة . هل ترى ترجمتك الذاتية تصلح مادة تربوية لرواد الموقع , وهل ترى ما فعلته أنتَ بطولة ؟!. راع عقولنا من فضلك "!.
وأنا أقول لهذا الأخ ولغيره " ما أنا إلا مسلم بسيط ومواطن متواضع جدا من دولة الجزائر , وأنا دوما – ومنذ 1975 تقريبا - أقول بأنني عامي ومقلد , ولم أدَّع في يوم من الأيام أنني أكثر من ذلك . ولكن مع ذلك يجب أن أنبه بهذه المناسبة إلى :
1-الدروس والعبر يمكن أن تستفاد حتى من إبليس لعنة الله عليه . مثلا نقول " إبليس يعترف بالله ربا , ومع ذلك نحن نجد بين الحين والآخر أن بعض البشر لا يؤمنون بوجود الله أصلا . إبليس أفضل منهم في هذا للأسف الشديد . يا ليتهم أخذوا الدرس والعبرة حتى من إبليس "!!!.
2- " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها " , ومنه فيمكن للمسلم أن يستفيد وأن يأخذ الدروس والعبر والمواعظ حتى من الكفار : يهودا أو نصارى أو ... في الشهر الماضي رأينا مثلا كيف أن طبيبا جراحا نرويجيا يحكي عن نضاله السابق مع أهل غزة . وأثناء الحوار الذي أجرته معه قناة الجزيرة رأيناه يبكي , وبكى البعض منا معه . أليس في سلوك هذا الطبيب ( وهو كافر ) درس وعبرة بالغان ؟!. كيف لكافر أن يتضامن مع إخواننا في غزة , وبعض المسلمين – في المقابل - يسبون ويشتمون باستمرار أهل غزة أو حركة حماس أو إسماعيل هنية !؟.
3- بل حتى الحيوانات ويمكن أن نأخذ منها الدروس والعبر . يمكن أن نقول مثلا " القط ويعرف ما له وما ليس له , بدليل أنك إن أعطيته قطعة لحم أكلها على مهله وهو يحتك بك ويستأنس بك ويتودد إليك و... وأما إن أخذ القطعة منك بدون إذنك , فإنه يهرب بعيدا عنك ويأكل خفية وخلسة وينظر إليك من بعيد خوفا من أن تلحقه لتسترجعَ منه أنتَ قطعة اللحم . إنه يفعل ذلك لأنه يعرف – غريزة – بأنه أخذ ما ليس من حقه " .
القط يعرف ما له وما ليس له , ومع ذلك فالكثير من البشر وحتى من المؤمنين لا يعرفون ما لهم وما عليهم , ومنه فإنهم يسرقون ويكذبون ويخونون ويظلمون و ... ولا تهتز لهم ولو شعرة واحدة من أجسادهم , وكأنهم بلا إحساس . أليس في سلوك القط درس وعبرة بالغان لمن يريد أن يعتبر ؟!.
إذا كان إبليس وتؤخذ منه الدروس والعبر , واليهودي والنصراني يمكن أن نستفيد من سيرته ومن ترجمة حياته , والقط أو أي حيوان آخر يمكن أن نأخذ منه الدروس والعبر ونستفيد منه ونأخذ منه الحكمة , فكيف لا تستفيد أخي أنتَ من سيرتي أنا , وكيف لا أستفيد أنا من سيرتك أنت ؟!. وكيف لا نأخذ الدروس والعبر من سيرة كل منا . صحيح أننا نستفيد من الدعاة والعلماء – رحمهم الله جميعا - أكثر وأكثر , ولكن لا مانع أبدا – شرعا وعقلا وعرفا و... - من أن نستفيد من بعضنا البعض . والذي نستفيد منه ليس شرطا أن يكون دوما أحسن وأفضل منا , بدليل أنني يمكن أن آخذ منك سلوكا طيبا ولو كنتُ أفضل منك في أشياء أخرى , ويمكن أن تستفيد مني أنتَ في حسنة من حسناتي ولو كنتَ أحسن مني في مسائل أخرى , وهكذا ...
والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا , والمؤمنون إخوة , والله أعلم بالصواب .
حفظ الله أهل المنـتـدى جميعا وبلا استثناء من كل سوء , وبارك فيهم ونفع بهم وجعلهم الله من أهل الجنة , آمين .
264- امدح المرأة ولكن باعتدال ! :
والخطاب هنا موجه للرجل :
1- في تعامله مع المرأة من أهله .
2- أو للرجل في تعامله مع زوجته .
3- أو للطبيب في تعامله مع مريضات .
4- أو للمعلم في تعامله مع تلميذات .
5- أو للمستشار الاجتماعي في تعامله مع مواطنات .
وهذا مع ملاحظة أن الرجل قد يتساهل وينبسط في الحديث مع محارم من النساء أو مع زوجة , ولكن مطلوب منه أن يتشدد عموما مع نفسه حين يكون الحديث مع أجنبية عنه , وذلك حتى لا يرتكب حراما أو مكروها , وحتى يكون خير الحديث أكبر بإذن الله من شره ( طبعا إن كان لا بد من هذا الحديث ) .
ثم أقول : المرأة تحب – فطرة – المديح حبا جما . كل إنسان يحب عموما أن يُمدح ولكن حب المرأة للمديح أكبر . ومنه فمما يجب أن ينتبه إليه الواحدُ منا في تعامله مع المرأة حبُّـها للمديح . لذا فإن مدحنا للمرأة ( بحق لا بكذب , ولوجه الله لا من أجل دنيا , وبالطريقة المشروعة لا بالدوس على حدود الله وحرماته ) مهم جدا من جهات عدة منها :
ا- أن هذا المديح قد يربط المرأةَ بنا أكثر , فـتصبح مستعدة للسماع منا أكثر ولتـقـبل النصيحة والتوجيه منا أكثر , وفي ذلك من الخير ما فيه .
ب- أن المديح – إن كان لدينها وأدبها وخلقها وحيائها و ... - يمكن أن يدفعها أكثر لزيادة الإجتهاد في طاعة الله تعالى . والمعلم ( أو الأستاذ ) مثلي يمكنه عن طريق المديح أن يدفع التلميذة دفعا للإجتهاد أكثر في الدراسة وللإستقامة أكثر في سلوكها داخل المؤسسة وخارجها .
ملاحظة : النساء لسن كلهن سواء في تأثرهن بالمديح , ومنه فمنهن من لا يصلح لها ولو المديح البسيط , ومنهن من يفيدها حتى المديح الزائد . ومنهن من يفيدها المديح في وقت وظرف ومكان , ولكنه يضرها في وقت آخر أو ظرف آخر أو مكان آحر , وهكذا ...
ولكن مع ذلك يمكن أن نقول بشكل عام بأن المديح للمرأة هو ككل شيء آخر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده . إنه كالملح للطعام : إن تم باعتدال نفع , ولكنه إن زاد عن حده ضر وأساء وأفسد .
لذلك فإن المديح الزائد والمبالغ فيه قد يسيء إلى المرأة من إحدى جهتين :
الأولى : أنها يمكن أن تتكبر عليك أو على غيرك أو حتى على دين الله تعالى والعياذ بالله , بسبب من هذا المديح الزائد , وفي ذلك من الشر ما فيه .
والثانية : أنها يمكن أن تسيء إليك بطريقة أو بأخرى , فتكون لك ومعك كاللـئيمة " إن أنت أكرمتها تمردت عليك ".
وبالمناسبة أقول : جاءتني امرأة منذ حوالي 15 سنة ( مات عنها زوجها حديثا ) من أجل أن أرقيها . رقيتها وأثناء الرقية أو قبلها أو بعدها ذكرتُـها ببعض الخير ومدحتها من أجل تشجيعها على الصبر عن وفاة زوجها ومن أجل أن تخلفه بخير ومن أجل أن تجتهد ما استطاعت في عبادة الله , خاصة وعندها الكثير من وقت الفراغ لأن زوجها لم يترك لها ولدا . مدحتُـها بقصد حسن , ولكن ربما لم أنتبه إلى أنني بالغتُ في ذلك قليلا . ولم أنتبه أنا إلى ذلك وإلى خطئي هذا إلا بعد شهور , حين سمعت ممن أثق فيها من النساء أن تلك المرأة التي رقيتها قالت لأختها وللبعض من صديقاتها قولا منكرا ربما سببه من جهة مبالغتي في مدحها لدقائق عندما أتتني مع أختها من أجل رقية , وربما أن سببه من جهة أخرى هو أن من طبعها أن تقابل إحسان الغير إليها بالإساءة لا بالإحسان . وعندما سمعتُ بمقالتها المنكرة , أنا أعترف أنني تمنيتُ أنني لم أرقـها أساسا وأصلا , ولكن من أجل وجه الله كل شيء يهون . عزمتُ بيني وبين نفسي أن أنبهها في يوم من الأيام إن أتيحت لي الفرصة , أن أنبهها إلى أنني سمعتُ بمقالتها المنكرة وأنني ألومها على ذلك بطريقتي الخاصة ( وإن كنتُ مسامحها مع ذلك دنيا وآخرة ) .
مضى على هذه الحادثة حوالي عام وفي يوم من الأيام دقت علي بابَ بيتي امرأتان , وعندما فتحتُ البابَ وجدتُ أمامي نفسَ المرأة ومعها نفسَ أختها . جاءت المرأة من جديد لتطلبني من أجل رقية , على اعتبار أنها استفادت في العام الماضي كثيرا من رقيتي لها . وعلى خلاف عادتي استدرتُ إلى جهة أخرى وأعطيتها جنبي , وكأنني أقول لها " أنا أريد الانصراف عنكما " .
قلتُ لها " يمكنكِ أن تتصلي بفلان من أجل أن يرقيك . الخير فينا كلنا بإذن الله , ونحن لا ندري من يكون سببا في شفائك أنتِ . شفاك الله وعافاك ووفقك الله لكل خير " . قالت لي " ولكنني أريدك أنتَ بالذات لترقيني " , قلتُ لها كلمة ما تعودتُ أن أقولها لغيرها " ولكنني لا أريد أن أرقيك أنا , بل أريد لغيري أن يرقيكِ . أنت تريدينني أنا , وأنا أريد لكِ غيري " , قالت متوسلة وراجية " رجاء يا شيخ لا تردني !". قلتُ لها " أنا آسف . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
آه أنا لم أذكر حتى الآن ما قالته هذه المرأة عني بعد رقيتي لها . لقد قالت كلمة ما قالتها عني امرأة أخرى من قبل أو من بعد , لأن النساء تعودن على التعامل معي حتى من قبل زواجي بسنوات وسنوات على أساس أنني شيخ وأستاذ يأخذن مني العلم والنصح والتوجيه ولا تتعاملن معي عادة على أساس أنني رجل وهن نساء , والحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى .
الكلمة التي اعتبرتُـها منكرة والتي قالتها عني تلك المرأة سامحها الله وهداني وإياها إلى ما فيه خير الدارين هي
" علمتُ من خلال مدح الأستاذ رميته لي , أنه معجبٌ بي وأنه يحبني " !!!. وصدق من قال عندنا في الجزائر
" همٌّ يضحك وهمٌّ يبكي "!!!.
وفقنا الله جميعا لكل خير , آمين .
265- كان يا مكان في قديم الزمان :
ومنذ عشرات السنين كنتُ مسؤولا في جماعة وكنتُ معتبرا ( عند أفرادها وعند قائدها ) من أفضل وأفقه أفراد الجماعة ومن ال 5 أو ال 6 الأوائل فيها . ولكن ولما كشفتُ في يوم من الأيام عن أفراد في الجماعة فيهم العيوب التي تقال والتي لا تقال , وقدمت الأدلة والشهود الصادقين على صحة ما أقول , وقلت " أنبهكم لتخلصوا الجماعة من هؤلاء فقط حتى يبارك الله لكم في جماعتكم , وأما أنا فليس لي أي غرض دنيوي أو خاص من وراء كشفي لحقيقة هؤلاء الأشخاص . "!فماذا كانت النتيجة ؟! . كانت النتيجة التي نجدها عند كثير من الجماعات والتنظيمات والأحزاب والحكومات الإسلامية وغير الإسلامية منذ أكثر من 1000 سنة والتي تحدث عنها الكواكبي أيام زمان في " الاستبداد " والتي ملخصها " نافق أو فارق " و" أنت معنا بطل , ولكنك خارجنا بصل " و " أنت من داخلنا فقيه كبير ومجاهد عظيم , أما إن خرجت عنا فإنك ستصبح ضالا ومنحرفا وعدوا للأرض والسماء !" .حار القائد ماذا يفعل ؟!.ووجد نفسه أمام موقفين أحلاهما مر : ا - إما أن يقف مع الحق , وينظف الجماعة من وسخها حتى يبارك الله لها في عملها ودعوتها وحركتها , وعندئذ هو خاف أن تنقسم الجماعة لأن أشياع المنحرفين وشيعتهم يمكن أن ينـتقموا , وفي هذا من الخسارة المادية والدنيوية ما فيه . ب- وإما أن يقف مع الباطل , أي يغض الطرف عما قلتُ وعن الأشخاص الساقطين الذي ذكرتُ الكثير عن سرقتهم وكذبهم و .... يغض الطرف حتى تبقى الجماعة موحدة ومشهورة ومستورة و ... ولن يخسر بهذه الطريقة ( هكذا ظن بمقاييس الدنيا لا الآخرة , و... ) إلا شخصا واحدا إسمه عبد الحميد رميته , الذي يعلم يقينا أنه لن ينتقم لنفسه أبدا وأنه سينسحب من الجماعة بدون سعي لتقسيمها أو تـقـزيمها , ولن يعمل من أجل إنشاء جماعة أخرى غيرها أو إثارة الفتنة في أرجائها أو ... لأنه دوما يقول عـنه " عبد الحميد من أزهدنا جميعا في المسؤولية " .فكر القائد ( سامحه الله وهدانا الله وإياه إلى الصراط المستقيم وجعلنا الله وإياه وجميع أفراد جماعته وحزبه من أهل الجنة ) واستشار بعض المقربين إليه , وانتهى للأسف الشديد إلى الحل الثاني . وأذكر أنني عندما انسحبتُ ( عام 86 19 م ) في ذلك الوقت ولهذا السبب , قيل عني بأنني مجنون وقيل عني بأنني من أجهل الناس وقيل عني بأنه لم تكن لي أية قيمة في الجماعة في يوم من الأيام وبأنني ضال ومنحرف وعدو للإسلام والمسلمين , وتم تهديدي بالضرب , وكذا بالطرد من ولاية ميلة التي كنتُ أسكن فيها وأعمل بها وما زلتُ أستاذا , وقيل لي من طرف بعضهم " الساقط من ولاية كذا خيرٌ من الصادق من ولاية سكيكدة مثل رميته عبد الحميد ".ثم ذهب زمان وجاء زمان , وانقسمت الجماعة وانشقت مرة ومرتين ثم ... , وأنا أؤكد أن المنشقين اليوم يقولون " كم كان صادقا عبد الحميد فيما قال " , والقادة يقولون كذلك " ما أصدق عبد الحميد فيما فعل " , وهؤلاء وأولئك طلبوني بعد ذلك في أكثر من مرة للإنخراط في أحزابهم فرفضتُ , ورغبوني ترغيبا كبيرا فرفضتُ , ووعدوني بأن أكون من المقربين إلى الزعيم ومن البرلمانيين الكبار فرضتُ . ولقد قلتُ وما زلتُ أقول وسأبقى " والله أنا مهما كنتُ بسيطا , أنا أسعد مليون مرة من الرئيس بوتفليقة , وأنا كذلك أسعد وأهنأ مليون مرة من أي زعيم لحزب إسلامي سياسي حالي في الجزائر ( أصبح يفكر في نفسه وفي جماعته أكثر بكثير مما يفكر في شعبه ودينه ) وكذا أكثر من أي برلماني إسلامي ( لم يبق يفكر إلا في جيـبه , وأما الإسلام والشريعة الإسلامية والحكم بما أنزل الله فلم تبق إلا شعارات تقال في المناسبات للسذج من الناس وكذا في الحملات الانتخابية ) .والآن " تـتـا تـتا خلصت الحـتوتـة " .
266- كم هذا الذي حدث بشع جدا ( زنا المحارم ) ! :
ممارسة الرقية لأكثر من 23 سنة أفادتني كثيرا , حيث تعلمتُ منها الكثير الكثير . ومما تعلمتُ منها : تعلمتُ جوانب مهمة في علم النفس والتربية , وتعلمتُ الكثير عن طبائع الناس التي هي أشكال وألوان , وعرفتُ من خلال ذلك كذلك الطيب جدا والخبيث جدا , وعرفت المسالم والعنيف والساذج والماكر و ... وعرفتُ الذي يكاد يكون ملاكا في طهره وعفافه وصدقه وإخلاصه والآخر الذي يكاد يكون شيطانا مريدا في مكره وانحرافه وضلاله وخبثه ...
ومن أسوإ ما عرفتُ من سلوكات طائشة ما تعلق بزنا المحارم :
جاءتني شابة منذ حوالي 10 سنوات مع أبيها وأمها من أجل أن أرقيها هي , على اعتبار أنها أصبحت ومنذ شهور تعاني من جملة أعراض منها الأرق والصداع وأوجاع في جهة المعدة وخلعة ووساوس وقلق كبير واكتئاب زائد وأوجاع في أجزاء أخرى من الجسم وتكاسل غير عادي في الدراسة واضطراب مفاجئ في أداء الصلوات الخمس وميل للعزلة وانطواء و... أخذها أهلها عند الطبيب النفساني وكذا طبيب الأعصاب فلم يفد أحدهما لا في تشخيص مرضها ولا في علاجها . جلستُ مع الثلاثة وسمعتُ من الفتاة ومن والديها وملتُ مسبقا إلى أن مشكلة الفتاة نفسية ولا تحتاج أبدا إلى رقية . ومع ذلك فأنا أرقيها من أجل طمأنتها وطمأنة أبويها المتعلقين جدا بالرقية . ولكن بعد الرقية أردتُ أن أتوسع في الحديث مع الثلاثة والسماع منهم لعلي أعرف سرا للمرض وتشخيصا له . لاحظتُ عندئذ وكأن الفتاة تريد أن تتكلم معي بعيدا عن والديها . استأذنتُ من والديها أن يتركاها معي ويجلسان أمام الباب مباشرة , بعد ترك الباب مفتوحا على مصراعيه حتى نتجنب الوقوع في الخلوة المحرمة . أعطيتُ الأبوين كرسيين ليجلسا عليهما أمام الباب وبدأت في السماع من البنت . في البداية ترددتْ ولكنني طمأنـتُـها إلى أنني لن أعرفَ ما بها ولن تشفى مما تعاني منه إلا إذا تكلمتْ وصارحت وصدقت وأخلصتْ , وأكدتُ لها أن الراقي هو مثل الطبيب والإمام والعالم هم جميعا خزائن أسرار للناس جميعا , ومنه فـ" ثقي أن سرك لن يُـكشف لأحد من الناس بإذن الله تعالى " .
بدأت الفتاةُ تحكي ويا لَسوء ما حكتْ وما قصتْ . عم الفتاة تعود منذ حوالي سنتين على :
ا- أن يأتي إلى بيت أخيه ( أي أبيها هي ) عندما يكون أبوها وأمها غائبين ( وأما إخوتها فكانوا ما زالوا صغارا ) .
ب- أو يأتي إلى بيت أهلها يوم الإثنين مساء أو الخميس مساء أو الجمعة حيث لا دراسة , ويستأذن من أبيها ( أي من أخيه ) في أخذ الفتاة ( ابنة أخيه ) معه في سيارته ليتجول معها قليلا في أرجاء المدينة ليروح عن نفسها حتى تقبل على الدراسة بعد ذلك بنفس أكبر وبنشاط أعظم .
ولكن الأب كان يسـتـغل للأسف الشديد , يستغل الدارَ الفارغة أو جولاته ونزهاته مع ابنة أخيه ليزني بها . طبعا بدأ معها بالكلام ثم اللمس والتقبيل ثم المداعبات ثم ... ولما وجد مع الوقت تجاوبا من طرف البنت أصبح يزني بها الزنا الكامل والتام . في البداية كان يزني بتحفظ ثم أصبح يزني بشكل عادي ويمارس الجنس مع ابنة أخيه وكأنه يفعل ذلك مع زوجته . استمر الأمر على ذلك حوالي عام ونصف وكأن الرجل شيطان وكأن الفتاة مخمورة , ثم فجأة بدأ ضميرها في الاستيقاظ وبدأت تحاول باللين مع عمها أن يتوقف عن زناه , ولكنه لا يريد أن يتوقف وهي لا تريد أن تغضبه , فأصيبت بما أصيبت به , مما بدا لأهلها أنه سحر أو عين أو جن , ولكنه في الحقيقة مشكلة نفسية بحثة لا علاقة لها بالرقية لا من بعيد ولا من قريب .
سمعتُ من الفتاة عجبا , وتألمتُ كثيرا للرجل يزني بابنة أخيه وللفتاة تحبُّ ( كما صارحتني ) هذا الزنا وتتمناه وتشتاق إليه وتنتظره من أسبوع إلى آخر ... وللشيطان كيف يلعب ببعض الناس وللفطرة كيف تفسد و...
أكدتُ للفتاة في البداية أن ما فعلته منكر وزنا وسقاطة وانحراف وفسق وفجور وفاحشة ومقت وجريمة عظمى وانحراف عن الفطرة السليمة . الزنا العادي بالأجنبية فاحشة , ولكنه لا يتناقض مع الفطرة السليمة لأنه محبب إلى النفوس , ونحن لا نمتنع عنه إلا لأنه حرام , وأما زنا المحارم فهو مناف للفطرة السليمة , والشخص يرفضه وينفر منه فطرة , ولا يفعله إلا الشواذ من الناس رجالا أو نساء . وطلبتُ منها أن تتوقف وفي الحين وفي الحين وفي الحين عن ارتكاب هذا المنكر أو مقدماته مع عمها , ومعاهدة الله على تجنب الزنا ومقدماته مادامت حية مع عم أو مع أي أجنبي " توبي إلى الله في الحين واصدقي مع الله وأخلصي لله عسى أن يقبلَ منك , ويمكن أن يرزقك الله في المستقبل بزوج صالح لا يعرف خيانتك السابقة , يسعدك وتسعدينه" . قلتُ لها " ما رأيك لو أُخبر أبويك ؟!" , قالت " لا !. رجاء لأنه سيقتلني حتما , ويمكن أن يحاول قتلَ عمي كذلك , ولكن عمي هو الذي سيقتله لأن عمي هذا جبار وسفاك للدماء ولا يتورع عن أي ذنب في الدنيا مهما كان عظيما وكبيرا " .
قدمتُ لها النصائح والتوجيهات المناسبة لتساعدها على العيش في جو نظيف وللتخلص نهائيا من فسقها وفجورها , وطلبتُ منها أن تكثرَ من الدعاء والاستغفار , ومن صلاة النافلة ومن صيام التطوع ومن قيام الليل ومن فعل الخير ومن الصدقة و ... وأن تهتم بدراستها و ...
وعندما انتهيتُ من السماع منها ومن الحديث معها ناديتُ أبويها وأخبرتهما بأن ابنتهما إن شاء الله سيتجه أمرها من اليوم فصاعدا إلى خير , ثم خلوتُ بعد ذلك بالأب وطلبتُ منه بطريقة معينة غير مباشرة ( تجعله لا يشك في أخيه ) , طلبتُ منه أن لا يترك الدار أبدا وحدها للأولاد وللبنت الكبيرة , وأن لا يتركَ الفتاةَ تخرج من الدار
( إلى غير المؤسسة التعليمية التي تدرس فيها ابنته الكبرى ) مع أي كان إلا مع الوالدين , وشجعتُه على ربط البنت بالبيت من أجل اهتمامها بالدراسة وبتقوية إيمانها وبالابتعاد عن الشارع الفاسد و ... ومن حسن تقدير الله معي أن الرجل لم يشك في أخيه , ربما بسبب طيبته الزائدة والمبالغ فيها . شكرني الأبوان وكذا البنت وانصرفوا .
ثم بعد حوالي شهر من هذه الزيارة أرجع الأبوان البنتَ إلي ليخبرني الجميعُ بأن الفتاة شفيت إلى حد كبير جدا مما كانت تعاني منه وأنها مستغرقة في دراستها وفي عباداتها والحمد لله , وأخبرتني الفتاةُ كذلك بأنها أوقفت كل اتصالاتها مع عمها وأنها أخبرته جادة وحازمة بأنه إما أن يقطع اتصاله بها نهائيا , وإما أنها ستشتكي به إلى أهلها وإلى السلطات المدنية في المدينة . حذرته فخاف والحمد لله . ووجدتُ الفتاةَ في هذه المرة الثانية شخصا آخر يختلف كل الاختلاف عن التي رأيـتُـها من قبل . من قبلُ كانت شبه امرأة وأما التي رأيتها الآن وفي المرة الثانية فهي فتاة عادية تماما : بدا لي بأنها كانت شيطانا فرجعت خلال شهر إلى صراط الله المستقيم , أتمنى من الله أن يتوب علينا وعليها , كما أتمنى من الله أن يزوجها عن قريب بمن يسعدها ويسعده .
اللهم اغفر لنا وارحمنا وغلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان .
وكتعقيب على ما ذكرتُ أعلاه أقول : نثق الثقة الكبيرة في المحرم ( مثل العم وغيره ) , وهذا هو الأصل , ولكن الثقة المطلقة لا تجوز أبدا , لأن الثقة المطلقة لا تصح إلا مع معصوم , والمحرم سواء كان عما أو بن أخ أو ... ليس معصوما أبدا , بل هو معرض للمعصية وللشذوذ .والأصل أن الرجل سوي وعلى الفطرة , ولكن الأفضل أن نتوقع وجود الشاذ من الرجال والشاذة من النساء في أي وقت من الأوقات .
267- من أمثلة المرضى الشواذ :
من أمثلة الرجال الشواذ أو على الأقل المرضى , من طلبني أهله منذ حوالي 20 سنة لأرقيه : ذهبت إلى الدار فوجتُ شابا عمره حوالي 20 سنة طريح الفراش منهار المعنويات خاصة , عرض نفسه على الأطباء فلم يفيدوا في علاجه من كثير من القلق والوسواس والخلعة والخوف والأرق والاضطراب في النوم والأوجاع في أكثر من موضع من الجسد و ...ولعل السبب في عدم شفائه على يد الطبيب هو أمران : الأول أنه لم يستشر طبيبا نفسانيا بل زار طبيبا عاما فقط , والثاني أنه لم يبح بأسراره الخاصة للطبيب .طلبتُ منه أن يتحدث إلي بما يقلقه ويزعجه , فطلب هو من أبيه وأمه وأخته وأخيه أن يخرجوا ويتركوني معه وحده . سمعتُ منه العجبَ خلال أكثر من ساعة , فعلمتُ أنه راغب ( أكرمكم الله ) في أخته , ولأنه يعلم أن ذلك كبيرة من الكبائر وشذوذ كبير فإنه بقي لشهور يقاوم ويقاوم , فأصيب بما أصيب به . قدمتُ له النصائح المناسبة ورقيتُه فقط استجابة لطلبه وطلب أهله لأنني مقتنع بأنه لا يحتاج أبدا إلى رقية شرعية .نصحته ووجهته , ثم طلبت الجلوس مع الأخت والأم وحدهما , ووجدت حرجا في تقديم النصيحة لهما بوجوب الستر الزائد أمام الشاب ( أي الأخ والإبن ) . ومع ذلك غالبتُ نفسي واخترت الطريقة المناسبة ونصحت وأكدت على النصيحة بوجوب الستر الزائد مع الإبن والأخ وكأنه أجنبي عنهما . ورأيتُ في ذلك الوقت وكأن الأم لم تفهم عني شيئا , ولكنها وعدت بالتطبيق , وأما الأخت فبدا لي بأنها فهمت غرضي وقصدي .وأنا أحمد الله تعالى على أن هذا الشاب بتوفيق الله أولا , ثم بسبب عمل الشاب والأخت والأم بنصائحي وتوجيهاتي , فإن الشاب اتجه أمره إلى الشفاء خلال حوالي أسبوعين فقط بعد معاناته من المرض لشهور عدة قاسى معها الأمرين حتى خاف على نفسه من الجنون . ومضى على هذه الحادثة حوالي 20 سنة وهذا الشاب أصبح الآن رجلا كامل الرجولة وصالحا مصلحا , هاديا مهتديا بإذن الله تعالى .وبعد حوالي 6 أشهر من شفائه عادت الأم والأخت إلى لباسهما المعتاد مع الشاب , كلباسهما السابق , أي كلباسهما مع أي محرم , والحمد لله أولا وأخيرا .
268- النوم في الماء البارد والصلاة عريانا ( مرة أخرى ) ! :
يجب على المسلم أن يستر عورته المغلظة ( من الرجل : القبل والدبر , ومن المرأة : الإليتان والفخذان والعانة ) أثناء الصلاة , مع القدرة على الستر . فإن لم يستطع صلى عريانا , وصلاته صحيحة بإذن الله . وإذا علم المصلي أن هناك من يعيره ما يستر به عورته فلم يستعره وصلى عريانا بطلت صلاته . وإن وجد ساترا نجسا أو حريرا فصلى عريانا بطلت صلاته كذلك , لأن الواجب ستر العورة بواحد منهما , والحرير مقدم على النجس .
وأذكر بالمناسبة هنا ما وقع لي في السجن أو بالضبط في الزنزانة خلال حوالي 12 يوما في مدينة ... عام
1982 م عند رجال المخابرات العسكرية الجزائرية , حيث قضيتُ منها 3 أيام وأنا عريان كيوم ولدتني أمي . نزعوا لي ثيابي بالقوة وفرضوا علي أن أبقى هكذا لمدة 3 أيام بلياليها , زيادة في الإهانة والتعذيب والتنكيل و والسخرية والاستهزاء و ... حتى يصدوني عن سبيل الله أو عن الدعوة إلى الله أو التمسك بالإسلام وهيهات هيهات ... فرضوا علي أن أبقى 3 أيام كاملة غير منقوصة عريانا تماما : آكل عريانا وأشرب عريانا وأخرج من المرحاض وأدخل إليه عريانا . وفرضوا علي كذلك أن أنام عريانا بلا فراش ولا غطاء , بل وسط كمية من الماء البارد ( في ليالي نوفمبر الباردة جدا خاصة في مدينة ... شرق الجزائر ) ارتفاعها حوالي 60 سنتيمترا : أنام في الماء البارد بهذا الشكل خلال ساعات الليل كلها فأنام حوالي 60 مرة وأستيقظ حوالي 60 مرة خلال الليلة الواحدة . ثم يُـحقق معي وأعذب بمختلف أنواع التعذيب وأنا عريان كذلك , وأقرأ القرآن وأنا عريان و... وأصلي كذلك وأنا عريان , لأن الإسلام برحمته أباح للمسلم أو أوجب عليه – حتى يبقى متصلا بربه باستمرار - أن يصلي ( إن لم يجد ما يستر به جسدَه ) ولو عريانا , ولو كيوم ولدته أمه .
أسأل الله أن يُـعلمنا ما ينفعنا وأن يَـنفعنا بما يعلمنا وأن يزيدنا علما , وأن يقوينا على أنفسنا وعلى الشيطان , وأن يهدينا وأن يهدي حكامنا وحكام المسلمين أجمعين إلى سواء السبيل , آمين .
269- الفضول كالملح : مطلوب فقط بمقدار وباعتدال :
الفضول أو حب الاطلاع أمر غريزي عند أغلبية البشر , ولكنه كأي شيء آخر : لا بأس به وهو مقبول وله فوائده وحسناته وإيجابياته , ولكنه كأي أمر آخر : إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده .
كنت اليوم ( 18/2/2009 م ) في قسم من الأقسام مع تلاميذي بالثانوية , وفي وقت من الأوقات وفي نهاية الحصة والتلاميذ يُـحضرون أنفسهم للخروج من القسم عندما يدق الجرس , كنتُ أتحرك في القسم فوقعت عيني على ورقة – كأنها خاصة – كانت تكتبُ فيه تلميذةٌ من التلميذات أمورا معينة تخصها , فهمزتها زميلتها
" الأستاذ ينظر إليك , خبئي الورقة ". اغتنمتُ الفرصة لأتحدث مع التلميذة وزميلتها قليلا عن الفضول : ما له وما عليه , وقلت لهما من ضمن ما قلتُ " حتى لو وجدتُ الورقة سقطت منك وأتيحتْ لي الفرصة لأن أقرأها ولو بعيدا عنك أنتِ وبدون علمكِ أنتِ , فلن أفعل . لن أقرأها لأنني أعلم يقينا أنها لا تخصني , كما أظن أنه ليس فيها خطورة على الدين أو على البلاد والعباد . إذن لن أقرأها خاصة وأنا أعرف أنها من خصوصياتك وأنك لا تحبينني أن أطلع على مضمونها و ...".
لقد أتيحت لي فرص كثيرة جدا في حياتي من أجل أن أطلع على أشياء وأمور وأغراض عدة لغيري , ولكنني لم أفكر حتى مجرد التفكير في أن أمد يدي أو بصري أو سمعي إلى ما لا يعنيني . وحتى في المرات التي كانت نفسي تحدثني فيها – فضولا – أن أطلع أو أرى أو سمع أو أمد يدي إلى ما يعني الغير ولا يعنيني , كنتُ أغالب نفسي وأغلبها غالبا . وأنا أقول - وأحمد الله على ما أقول - بأن نفسي لم تغلبني في هذا الشأن بالذات ( أي فيما له علاقة بالفضول ) إلا قليلا أو إلا نادرا .
1- لقد أتيحت أمامي فرص كثيرة كنتُ بقيتُ فيها حارسا لدكان مواد غذائية فيه من المال والسلع و... الكثير , ومع ذلك ما مددتُ ( ولو للحظة واحدة ) عيني ولا سمعي ولا يدي إلى ما لا يعنيني أثناء غياب صاحب المحل .
2- وأتيحت لي فرص كثيرة بقيتُ فيها - لمدة من الزمن - بإذن وعلم المسؤول , بقيتُ في مكتب بشركة أو إدارة أو ... وكان يمكنني وبسهولة – في غياب المسؤول – أن أمس أو أرى أو أسمع أو آخذ أو أطلع على وثائق أو أموال أو صور أو ... ومع ذلك ما مددتُ يدا ولا عينا ولا أذنا إلى ما لا يعنيني .
3- وأتيحت لي فرص كثيرة كانت فيها أمامي ولمدة لا بأس بها من الزمن , كانت محافظ أشخاص أغنياء أو مسؤولين كبار , كانت أمامي وكان فيها من الأموال الطائلة ما فيها ومن الوثائق السرية والخاصة ما فيها , ومع ذلك ما مددتُ يدي أبدا ولا بصري ولا سمعي إلى ما لا يعنيني .
4- وأتيحت لي فرصٌ كثيرة بقيتُ فيها لفترة لا بأس بها من الزمن في بيوت ناس أدخلوني إليها من أجل رقية أو من أجل سؤال عن حلال وحرام أو من أجل استشارة اجتماعية أو ... وكان يمكنني في غياب صاحب البيت المؤقت , أن أطلع على الكثير من أسرار البيت وأن آخذ منه ما أريد , ومع ذلك أنا ما فعلتُ شيئا من ذلك أبدا .
5- وأتيحت لي فرص كثيرة كانت فيها محافظ نساء أمامي لفترة من الزمن , وفي المحافظ ( ربما ) صور ورسائل وأغراض خاصة وأدوات زينة وأموال و ... ومع ذلك ما مددتُ أبدا إلى حقيبة من هذه الحقائب يدا أو عينا أو سمعا , ولو في يوم واحد من الأيام .
6- وأتيحت لي فرص كثيرة أخذتُ فيها هواتف نقالة لتلاميذ وتلميذات من الأقسام وبقيت الهواتف عندي أحيانا ساعات وأحيانا أخرى أياما معدودات ( كعقوبة للتلميذ ) , ومع ذلك ما مددتُ يدي لهاتف نقال واحد – في أي يوم من الأيام - من أجل أن أرى صورة أو أسمع أغنية أو أطلع على ما يجوز أو ما لا يجوز مما هو موجود في الكثير من هواتف شباب وشابات هذا الزمان .
ثم أقول : الفضول يجعلنا نرى أو نسمع أو نطلع أو ... ما لا يعنينا , فنفعل أحيانا ما يجوز شرعا وما لا حرج فيه . وأحيانا أخرى نقوم بـما هو جائز ولكنه خلاف الأولى . وأحيانا ثالثة نرتكب ما هو مكروه .
وأحيانا رابعة نرتكب ما هو حرام بلا خلاف بين عالمين اثنين من علماء الإسلام . وهكذا ...
مهم جدا أن ننتبه إلى أن الفضول أمر طبيعي ومقبول ومستساغ حينا ولكنه مرفوض وحرام أحيانا أخرى .
والفضول في الحياة كالملح للطعام : لا بد منه ولكن بمقدار , فإذا زاد عن ذلك أفسد وأساء وظلم واعتدى .
أما بالنسبة للحلال والحرام فالأمر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحلال بين والحرام بين ".
وأما من زاوية أخرى فمن أهم ما يعيننا على التمييز بين ما يجوز وما لا يجوز من الفضول هو تحكيم حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . ومنه فاسأل نفسك - أخي الحبيب - دوما عندما تحدثك وتدعوك إلى التطفل على الغير " هل تقبل أنت من الغير أن يطلع من أغراضك الخاصة على كذا أم لا ؟!" , فإن رأيتَ أنك لا تنزعج فلا بأس عليك عندئذ , وإن رأيتَ بأنك لا تقبل ذلك من الغير فأبعد أذاك عندئذ عن هذا الغير . صحيح أن هذا الضابط ليس دقيقا دوما , لأن هناك أشخاصا جاهلين أو ضعفاء الإيمان قد يقبلون لأنفسهم الحرام , وهؤلاء لا يجوز لهم طبعا أن يفعلوا حراما مع الغير مهما قبلوه هم لأنفسهم . ولكنني أظن أن هؤلاء شواذ والشاذ لا يقاس عليه . ولا تنس أخي الكريم أن " الدين المعاملة " ,
و " المسلمُ من سلم المسلمون من لسانه ويده " و " لا ضرر ولا ضرار " و " إن العين تزني وزناها النظر , وإن اليد تزني وزناها البطش , وإن الأذن تزني وزناها السمع ... وإن الفرج يصدق هذا أو يكذبه " .
أسأل الله أن يغلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان , آمين .
270- لقد قدمتم لي درسا لن أنساه بإذن الله في حياتي أبدا :
في عام 1980 م كنت أدرس تلاميذ عسكريين في مدرسة أشبال الثورة العسكرية بمدينة ... , كنت أدرسهم مادة العلوم الفيزيائية . كنت أدرس هؤلاء التلاميذ , وكان ضمن هؤلاء التلاميذ تلميذ اسمه " عبد الحليم " كان تلميذا رائعا ( الله يبارك فيه , ما شاء الله عليه , لا قوة إلا بالله ) أدبا وحياء وخلقا واجتهادا و ... وحتى جمالا ( جمال الرجال لا النساء ) . وبدون أي قصد مني بطبيعة الحال وقع حب هذا التلميذ في قلبي , وهو بطبيعة الحال حب الأب لابنه أو حب الأستاذ لتلميذه , إلا أنه كان حبا مبالغا فيه قليلا كما سنرى بعد قليل .
وأنا من عادتي ومما أنا مقتنع به كل الاقتناع أن الحب محله القلب , وأما تعامل الأستاذ مع التلاميذ فيجب أن يحكمه العدل ثم العدل , بمعنى أنني يجب أن أعدل كل العدل بين التلاميذ في المعاملة أو في تقديم الدروس أو في الفروض والامتحانات أو ... وأما حبي للتلميذ فيبقى أمرا بيني وبين نفسي أو بيني وبين التلميذ , ولكن خارج مجال الدراسة . هذا هو مقتضى العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض , وهو ما أوصانا به ديننا ونبينا , وهو ما كنت أنا مقتنعا به كل الاقتناع , وما كنتُ أحاول أن أطبقه على نفسي في تعاملي مع التلاميذ ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا . وفي يوم من الأيام كلفتُ التلاميذَ بأداء واجب فيزيائي في المنـزل , فقام به أغلبية تلاميذ القسم وتخلف عنه 7 تلاميذ لم يؤدوا الواجب تكاسلا وتهاونا ليس إلا , أي أنهم لم يقدموا ما طلبته أنا منهم بدون أي عذر ضعيف أو قوي . أخرجتُ التلاميذَ إلى السبورة , أي أمام جميع تلاميذ القسم , وسألتهم فلما لم أجد لهم عذرا ضربـتهم .
ملاحظات : 1- أنا أضرب التلاميذ مرة واحدة خلال كل 4 أو 5 سنوات , وذلك منذ بدأت التعليم وحتى الآن , أي خلال أكثر من 30 سنة .
2- فرق كبير بين تلاميذ زمان وتلاميذ هذا الزمان . أما أيام زمان فكنتُ أضرب التلميذ فلا يرفع رأسه ولا يده أبدا في وجهي , بل يستسلم كل الاستسلام للضرب ثم يستسمجني بعد ذلك بساعات أو أيام ويعدني بأنه لن يكرر بعد ذلك خطأه أو خطيئته . وأما تلاميذ اليوم فإننا – نحن الأساتذة - أصبح الواحدُ منا يحسب ألف حساب قبل أن يفكر في ضرب التلميذ , لأن التلميذ ربما سيقاوم أو سيضربُ الأستاذَ .
3- أيام زمان كان الأستاذُ يضرب التلميذ , وإذا سمع ولي التلميذ بذلك ضرب ابنه مرة ثانية .
وأما اليوم فإن الولي يمكن أن يأتي إلى المؤسسة ليحتج على الأستاذ " لماذا ضربت ابني ؟!" , وربما أسمعَ الوليُّ الأستاذَ ما لا يحب أن يسمع , وربما ضرب الوليُّ الأستاذَ !!!. ولم لا , فـنحن في زمان يكاد يصبح فيه الحليم حيرانا ؟!.
ثم أقول : ضربتُ 6 تلاميذ ثم وصلتُ إلى التلميذ الأخير الذي تمنيتُ أن يكون أي تلميذ آخر إلا أن يكون تلميذا معينا , ولكن للأسف الشديد كان هذا التلميذ هو التلميذ الأحب إلي الذي إسمه " عبد الحليم " . قلتُ له " ماذا دهاك يا عبد الحليم , لماذا لم تؤد واجبك ؟!" , فسكت وأطرق برأسه واحمر وجهه خجلا يزيد من جمال وجهه الرجولي . ووقفتُ أنا متسمرا في مكاني لأكثر من دقيقة : لا أدري ما أفعله ؟! . العقل والعدل يطلبان مني أن أضربه كما ضربت زملاءه , وأما العاطفة تقول لي " لا تضربه .هذا تلميذ رائع جدا ومؤدب للغاية ومجتهد كفاية , وأنت تحبه يا عبد الحميد , ومنه فلا يليق بك أن تضربه أبدا . كيف تضرب من تحبه كثيرا وجدا وللغاية ؟! ".
وقع الصراع عندي بين العقل والعاطفة ولكن العاطفة هي التي تغلبت للأسف . قلتُ للـتلميذ " إرجع إلى مكانك وإياك أن تعيد الخطأ مرة أخرى , وإلا عاقبتك كما عاقبتُ زملاءك قبل قليل " . رجع التلميذ إلى مكانه وعاد معه زملاؤه الستة .
ذهب زمان وجاء زمان , ومرت الأيام والأسابيع والشهور , ثم وصلت نهاية السنة الدراسية . وكعادتي مع التلاميذ في أغلب سنوات تدريسي , أنا أخصص للقسم الواحد ساعة أو ساعتين في نهاية السنة الدراسية من أجل تقديم نصائح وتوجيهات دينية ودنيوية , وكذا من أجل أكل " طمينة " , وكذا من أجل تقديم جائزة لأحسن تلميذ , وأخيرا من أجل التسامح مع التلاميذ وطلب تسامحهم مع بعضهم البعض . وقبل نهاية الحصة قلتُ للتلاميذ " أنا مسامحكم جميعا دنيا وآخرة , حفظكم الله ورعاكم جميعا ووفقكم الله لكل خير , وأنا في المقابل أطلبُ منكم أن تسامحون على أي خطأ ارتكبته معكم أو مع واحد منكم في يوم من الأيام . وإن رأى أحدكم أنه لن يسامحني على خطأ ارتكبته إلا بعد أن أطلب السماح منه أمام كل تلاميذ القسم فلا مانع عندي في ذلك أبدا , المهم أن تنبهوني وأن تقنعوني بأنني أخطأتُ بالفعل في حقكم أو في حق أي واحد منكم . أتمنى أن نفترق في هذه الأيام ولا أحد منا يحمل للآخر في قلبه غلا أو حقدا أو غشا . التقينا في بداية السنة إخوة ونفترق في هذه الأيام إخوة كذلك بإذن الله .
عندئذ رفع تلميذٌ من نهاية القسم أصبعه وطلبني بالإشارة , فذهبت عنده فقال لي " يا أستاذ أتمنى أن تسمح لي من أجل أن أنبهك إلى ما نراه خطأ ارتكبته في حقنا – بعض تلاميذ القسم - في يوم من الأيام " . قلتُ له " وما ذاك ؟!" . قال " يمكن يا أستاذ أن أصعد على السبورة لأتكلم من هناك ؟!" , قلتُ له " تفضل " , فخرج وتحدث أمام القسم كله فقال " أنا يا أستاذ أتحدث الآن لا باسمي الخاص , ولكن باسم أغلب تلاميذ القسم ". ثم سكت هنيهة وأراد أن يواصل وهو متردد . قلت " قل ما شئت ولا تتحفظ , وكن على يقين أنني قابل منك كل ما تقول ما دمت ستقول الحق . إننا نحب أنفسنا , ولكن الحق بإذن الله أحب إلينا من أنفسنا " . قال " يا أستاذ أتذكر يوم ضربتَ مجموعة من التلاميذ , لأنهم تكاسلوا عن تأدية واجب منزلي ؟!" , قلت " نعم أنا أذكر ذلك جيدا " , قال " ضربتَ يومئذ 6 تلاميذ ولكنك لم تضرب السابع , مع أنه ارتكب نفس المخالفة . لقد غلبتك يا أستاذ عاطفتك في ذلك الوقت ولم تعمل بمقتضى العدل والعقل . يا أستاذ ما رأينا منك خلال السنة الدراسية إلا كل خير وبركة وإحسان , وأغلبيتنا نقول ونحن معتزون بما نقول بأنك بحق وعن جدارة واستحقاق أب عزيز جدا لكل واحد منا , ولكنك يا أستاذ في ذلك اليوم ضعفتَ فأعفيتَ من الضرب من لا يليق بك أن تعفيه . هذا على الأقل هو رأينا , والرأي في النهاية إليك أنتَ بعد أن تسمعَ منا " .
تسمرتُ في مكاني وتمنيتُ لو أن الأرض ابتلعتني ولكنني تماسكت ورفعت رأسي وقلتُ للتلميذ ولجميع تلاميذ القسم " وأنا أعترفُ بخطئي كل الاعتراف " . ناديتُ في الحين التلميذَ عبد الحليم " اصعد إلى السبورة " , فصعد التلميذ إلى السبورة ووقف أمامي وكله حياء وأدب وخلق وخجل . سألتُ التلميذَ المتكلم " ما رأيك . هل تأذن أن أضربه الآن كما ضربتُ الستة في يوم من الأيام ؟! . أنا أعتبر مجرد سكوتك إذنا لي بالضرب , وأما إن كنت ترفض أن أضربه فلا بد أن أسمع منك اعتراضا شفويا ".
وصدقوا إخواني إذا قلتُ لكم بأن التلميذ ما سكت وما تردد ولو لحظة واحدة في الجواب , بل قال لي بلهجة الواثق من نفسه والحازم والجاد والمتحدث باسم زملائه بحق , قال " لا يا أستاذ أبدا لن نوافقك على ضرب زميلنا عبد الحليم . أنتَ تحبه ونحن نحبه كذلك مثلك أو ربما أكثر منك , ولكننا فقط أردنا أن ننبهك إلى خطآ ارتكبته نتمنى أن لا ترتكبه مرة أخرى مع غيرنا , لأننا نحب لك أن تكون ما حييتَ قدوة طيبة لمن تعلمهم من أولادك وتلاميذك ". كدتُ أبكي من الفرح لحسنِ ما سمعتُ من التلميذ , ولمحبة التلاميذ لبعضهم البعض , ولكوني وجدتُ من ينصحني ويوجهني من أبنائي التلاميذ , فقلتُ للتلميذ " وأنا أعترف أمامكم الآن بأنكم قدمتم لي درسا في العدل وفي العاطفة التي لا يجوز تحكيمها إلا بشرط أن لا تناقض عدلا وعقلا , لقد قدمتم لي درسا لن أنساه بإذن الله ما حييتُ " . والله وحده أعلم بالصواب .

ليست هناك تعليقات: