الثلاثاء، 17 يونيو 2008

وقفات ( من 131 إلى 140 ) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

131- يخطئ الطبيبُ النفساني أو طبيبُ الأعصابِ :
في بعض الأحيان حين يربط به مريضا لسنوات وسنوات بدون أن يتحسن أو يُشفى, والمريض في الأساس لا يحتاج إلى طبيب بل إلى راق.كانت تلميذة تدرس عندي من سنوات تُصرع باستمرار. أصيبت بذلك وعمرها 6 سنوات,فأُخِذت عند طبيب اختصاصي بقي يداويها خلال 12 سنة بدون أن تتحسن أو تُشفى.رقيتُـها عندما أصبحتْ تدرس في السنة النهائية فبدا لي بأنها مصابة بجن , ثم اتصلتْ بـي بعد مدة قصيرة لتخبرني بتحسنها الكبير , فرقيتُـها مرة أخرى فشفيت من مرضها والحمد لله رب العالمين .

132- اخترتُ التعليمَ عن مبدأ وقناعة :
عندما نجحتُ في امتحان البكالوريا عام 1975 م , سجلتُ في الجامعة في فرع العلوم الدقيقة على اعتبار أنني بعد الفرع المشترك ( سنة واحدة ) سأُسجِّـلُ في فرع
" إلكترونيك " من أجل التخرج كمهندس في الإلكترونيك . وبالفعل في السنة الثانية سجلتُ في هذا الفرع , ولكنني بعد حوالي أسبوع تقريبا غيرتُ رأيي لألـغي تسجيلي ( في فرع الإلكترونيك لأصبح مهندسا ) ولأسجل من جديد في فرع الكيمياء من أجل نيل شهادة ليسانس " كيمياء تعليم" لأصبح أستاذا في الثانوية في مادة العلوم الفيزيائية . ومما أذكره هنا أن المسؤولين في الجامعة آنذاك سهلوا لي المهمة – جازاهم الله خيرا – من أجل التحول بسهولة من مهندس إلكترونيك إلى ليسانس كيمياء تعليم . وتم لي ما أردتُ , وواصلتُ الدراسةَ في الجامعة ونلتُ شهادةَ الليسانس والحمد لله بدون أي تأخر , أي بعد دخولي للجامعة ب 3 سنوات فقط ( من سبتمبر أو أكتوبر 1975 إلى سبتمبر 1975 م ) . والذي أؤكدُ عليه هنا من خلال هذه الوقفة أنني اتجهت إلى التعليم عن مبدأ وعن قناعة , على اعتبار أنه مهمةُ الأنبياء والرسل عليهم جميعا وعلى رسولنا محمد الصلاة والسلام . هذا مع كل ما في التعليم من ظلم وتعدي وإساءة للمعلم وللأستاذ ماديا ومعنويا , ومع كل ما فيه من حرمان من الحقوق :
1-لأن الأستاذَ أي أستاذ ( والمعلمَ أي معلم ) عنصرٌ غيرُ منتج في نظر السلطة عندنا في الجزائر خاصة.
2-ولأن الأستاذَ المتدين الذي يحرصُ – أثناء عمله – على أن يكون مربيا قبل أن يكون معلما , هو في نظر السلطة مصدرٌ أساسي لتغذيةِ الإرهاب والعنف (!).
قلتُ : اتجهتُ إلى التعليمِ عن قناعة وعن مبدأ , ونالني بسبب من ذلك ما نالني من أذى طيلة ال 29 سنة التي قضيتُـها حتى الآن في مجال التعليم , سواء من طرفِ الشرطة والدرك والمخابرات أو من طرفِ مديري التربية ومديري الثانويات أو من طرفِ المسؤولين في حزب جبهة التحرير الوطني ( حزْب السلطة ) , أو من طرفِ البلدية والدائرة والولاية أو... مما سأرجعُ بإذن الله إلى ذكر البعضِ منه من خلال وقفات أخرى .
والله أعلم.

133- بعضُ الأطباء لا يؤمنون بالرقية الشرعية :
أصيبت شابة منذ سنوات بمس من الجن ووصلت حالتها إلى درجة كبيرة جدا من السوء والعنف والخطورة , وجاءها أهلها بطبيب نفساني ( ممن لا يؤمنون بالرقية والرقاة ) إلى بيتها ليفحصها ونادوني أنا كذلك من أجل أن أرقيها . فحصها الطبيب أولا وأعطاها الدواء والتعليمات اللازمة ثم رقيتها أنا فاطمأننتُ إلى أنها مصابة بجن . قال الطبيب لأهل الفتاة : " أعطوها الدواء كما أوصيتكم وبعد شهر اتصلوا بي مرة أخرى !, وهاهو الشيخ يهدئها قليلا بالقرآن ", ولكنني في المقابل قلت لأهل الفتاة ( بعد أن خرج الطبيب , وحتى لا أصطدم به في ظرف لا يناسب الاصطدام ) : " ابنتكم مصابة بجن ولا تحتاج إلى أي دواء . لا تشتروا لها أي دواء . إفعلوا لها كذا وكذا , فإذا لم تُشف خلال 24 ساعة اتصلوا بي ". أوصيت الفتاةَ ونصحتها ثم غادرت البيت ( مع ملاحظة أن العادة جرت على أنه إذا تناقضت توجيهاتي مع توجيهات الطبيب فإن الناس يقدمون غالبا توجيهاتي على توجيهات الطبيب لسبب بسيط وهو أنني أحترم الطبيب حتما ودائما ولكنه هو قد لا يحترمني في بعض الأحيان لأنه لا يؤمن بالرقية الشرعية أصلا ) . وفي الغد أعدت لها الرقية ( وأعانني على ذلك أحد الرقاة بميلة ) . وبعد يومين أو ثلاثة اتصلتُ بأهل الفتاة فوجدتُ أنها قد شفيت تماما والحمد لله رب العالمين .

134-قالت لي " يجوز لي يا أستاذ أم لا يجوز لي ؟!" :
عندما نرى اليوم كيف تفشى الغشُّ في أوساطِ التلاميذ والطلبة من الابتدائي إلى الجامعة ثم نُقارنُ حالنا اليوم بحالنا أيام زمان ( منذ حوالي 20 أو 30 أو 40 سنة ) نجد أنفسَنا مدفوعين دفعا لأن نقول " يرحمُ اللهُ أيامَ زمان !" , لأنه وإن كان الغشُّ منـتشرا آنذاك ولكنه كان منـتشرا بشكل أقل بكثير مما هو متفشي اليوم , للأسف الشديد .
ومن ذكرياتي المتعلقة بهذا الأمر , أنا أذكرُ أنني عندما كنتُ أُدرِّسُ في ثانوية أم البواقي في العام الدراسي
81 – 82 م , جاءتني تلميذةٌ كانت تدرسُ عندي في السنة النهائية , وكانت تلميذة رائعة وجيدة وممتازة أدبا وخُلُقا وحياء وجدا واجتهادا ومثابرة . جاءتني لتطرحَ علي سؤالا عجيبا وغريبا حيثُ قالت لي " يا أستاذ أنا خلال امتحان الفيزياء وأنا بصدد حل تمرين , نسيتُ قانونا من القوانين التي أحتاجُ إليها من أجل الإجابة على سؤال ضمن ذلك التمرين . وفي لحظة من اللحظات وأنا أعصرُ ذهني لأتذكَّرَ القانونَ وقعت عيني بدون قصد مني ( وأنا أُصدِّقُها في ذلك ) على ورقة زميلتي , وبالذاتِ على القانون الذي كنتُ أبحثُ عنه. وأنا أسألك الآن أستاذي : هل يجوزُ لي أن أستعملَ ذلك القانون الذي أخذتُه من زميلتي بدون قصد مني للغش , هل يجوزُ لي استعمالُه في حل التمرين أم أن ذلك حرامٌ علي " ؟!!!؟.
وبغضِّ النظرِ عما أجبتُ به التلميذةَ عن سؤالها , أقول " أنظروا إخواني وأخواتي إلى أثر من الآثار الرائعة للخوفِ من الله تعالى عند هذه التلميذة في مؤسساتنا التعليمية أيام زمان , ولذلك قلت قبل قليل : رحمَ اللهُ أيامَ زمان !".
والله وحده الموفق لما فيه الخير .

135- " لو كنتَ عاقلا ما تخاصمتَ مع التلميذ " :
في يوم من الأيام وأنا أراقبُ التلاميذَ في امتحان البكالوريا اقتربتُ من تلميذ وفتحتُ الورقةَ المزدوجة التي كان يكتبُ هو أجوبتَهُ عليها , لأنني شككتُ في أنه يخفي شيئا بداخلها . انتفضَ التلميذُ واستشاط غضبا – وتبين فيما بعدُ بأنه يعملُ في الجيشِ ويريد أن يترقى من خلال شهادة البكالوريا- , ورفع صوته قائلا " ابتعد عني , أنا لا أريد أن تراقـبَـني ولا أن تمسَّ أوراقَ إجاباتي ولا أن تقتربَ مني ولا أن تشكَّ في ولا ..." , فقلتُ له " على رسلك يا هذا , حتى ولو كنتَ بنَ رئيسِ الجمهورية سأراقـبُـكَ كما أراقبُ غيرك وكما هو مطلوبٌ مني قانونا وشرعا , وليس لك أيُّ حق في الاحتجاج". تدخلتْ بعد ذلك أمانةُ البكالوريا من خلال رئيسِ المركزِ لتُهدئ من الأمرِ ولتُـبيِّـنَ للتلميذ بأنه تلميذٌ وبأن وظيفةَ الحارسِ الأساسية هي مراقبتُه ومنعُه من الغش والسماحُ له فقط بأن يكتبَ ما يكتبُ اعتمادا على الله ثم على نفسه في جو هادئ ومريح . وبعد ذلك رجعت الأمورُ إلى مجراها الطبيعي وخضعَ التلميذُ لما هو مطلوبٌ منه . ولكن هذه القصة تذكرني بجانب منها أسود يتمثل في كلمة قالها لي أحدُ أفراد الأمانة (وهو أستاذٌ مثلي ) كان يحرصُ على أن يمرَّ الامتحانُ في جو عادي ولو على حساب زميله ( وهو أنا ) وعلى حسابِ الحق والعدل والقانون .
قال لي" والله يا أستاذ لو كنتَ عاقلا ما كنتَ دخلتَ في خصومة مع التلميذ ! ". ووالله لقد اعتبرتُ تلك الكلمة في ذلك الوقتِ نكتة , ولكنها كانت نكتة مؤلمة جدا لي . ومع ذلك فأنا أترك الكلمة هنا بلا تعليق لأنها غنية عن أي تعليق , ولأننا في زمان أصبحَ – أو كاد – الحقُّ فيه باطلا وأصبحَ الباطلُ فيه حقا , وأصبح الحليمُ فيه حيرانا , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

136-الحلمُ هو دليله على الاتهام بالسرقة ! :
في يوم من الأيام طلبني أفرادُ عائلة لأحكمَ بينهم في خلاف نشبَ بينهم وكاد يمزقُ شملَ الأسرة كلِّها . ذهبتُ عندهم وعندما سمعتُ بالمشكلةِ طلبتُ جمعَ كلِّ أفراد العائلة : رجالا ونساء ( فقط أعفيتُ الصغارَ من الحضور ) . جُمعَ أفرادُ الأسرة في حوالي ربع ساعة ثم سمعتُ الحكايةَ من جديد من أكثر من فرد من أفراد العائلة . وكان ملخصُها أن أحدَ الرجال من أفرادِ الأسرة ( وكان تاجرا ويبدو أنه كان مصابا بجن ) فَقدَ مبلغا معتبرا من المالِ ( 8 ملايين من السنتيمات ) . بحثَ عن المبلغِ في أكثرِ من مكان , بحثَ عنه خلال أيام فلم يجد له أثرا . وفي ليلة من الليالي رأى في المنامِ ( هكذا يقول هو ) كأنَّ شخصا ( إنسيا أو جنيا ) يقولُ لهُ بأن زوجة أخيك "..." هي التي سرقـتكَ . هذا الشخصُ اعتبر حلمَه كأنه رؤيا صالحة , كأنه رؤيا صالحا رآها نبيٌّ من الأنبياء , أي كأن الذي رآه في المنام إلهاما من الله أو وحيا منه سبحانة وتعالى. وجَّـهَ هذا الرجلُ التهمةَ بعد ذلك لزوجة أخيه , وكان من نتيجة ذلك :
1- زوجةُ الأخ أصبحَ أغلبُ وقتها مع البكاء بسبب أنها حلفتْ بأنها بريئةٌ , فلم يُصدقها من اتهمها بالسرقةِ.
2-زوجُ المتهمة وقفَ على الحيادِ بين زوجته وأخيه .
3- انقسم أفرادُ الأسرةِ بين مُبرئ للمتهمة , وبين مُتهم لها , وبين واقف على الحيادِ .
جلستُ بعد ذلك مع أفراد الأسرة أُفهمُ الرجلَ – ومعه باقي أفراد الأسرة – بأنه حرام عليه ما فعلهُ مع زوجة أخيه لجملة أسباب منها :
1-أن المسلمَ بريء حتى تثبتُ إدانتُهُ .
2-أن هناك فرقا بين الحلم الذي هو من الشيطان والرؤيا الصالحة التي هي من الرحمان.
3-أن هناك فرقا بين رؤيا نبي أو رسول ( تعتبر وحيا من الله ) , ورؤيا غيرهم من البشر التي لا يجوزُ أن تُقدَّسَ .
4-إذا فرضنا بأن الجنَّ هو الذي تكلم في الحلم , فإن الأصلَ في الجن الذي يُؤذي الإنسَ أنه كاذبٌ لا يُصدَّق .
5-كما أن الرجلَ لا يحبُّ أن يُـتَّـهمَ من طرفِ الغيرِ بلا دليل ولا حجة , فلا يجوز لهُ هو أن يـتهمَ غيرَه بالسرقة بلا برهان ولا بينة , مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه".
وواصلتُ النصيحةَ والتوجيهَ والموعظة و...حتى تراجع الرجلُ عن اتهامه لزوجة أخيه واعتذر إليها , وحتى اطمأنت نفوسُ أفرادِ العائلة , وحتى بدا لي بأن السكينةَ نزلت على البيتِ كله . بعد ذلك انصرفتُ وأنا فرحٌ مسرورٌ لتوفيق الله لنا جميعا , والحمدُ لله أولا وأخيرا والشكرُ لله أولا وأخيرا .

137- قسوةُ الأب قد تكون سببا في مرض الإبن :
جاءني رجل قضى أغلب حياته في العمل في فرنسا (كمهاجر) ,جاءني منذ شهور بابنه الذي يدرس في المتوسطة من أجل أن أرقيه على اعتبار أنه أصبح مؤخرا يتكلم وحده ويضحك وحده ويحدث حركات لا لزوم لها وأصبح يبكي أحياني فجأة وبدون سبب ظاهر . بدأت بالحديث مع الطفل أمام أبيه لكنني شعرت أنه يميل إلى الاختلاء بي . استأذنت من الأب أن أسمع من ابنه بعيدا عنه.سمعت من الطفل طويلا وعلمت أن الأب قاس جدا في معاملته لأهله ( يبالغ في ضرب زوجته ويبخل بالمال على أولاده ويكوي بالنار أحد أبنائه ولا يتحاور مع أهله بشكل عام و..) كما علمت أن الطفل تحمل من الهموم ما هو أكبر من سنه فأصيب بما أصيب به نتيجة لذلك . نصحت الطفل بأن يهتم بدراسته وأن يقوي إيمانه بالله وأن يشغل وقته الفارغ بما هو نافع وأن يمارس الرياضة وأن يختار الصحبة الصالحة و.. وأن يترك هموم الكبار للكبار و.. وأن يخطو خطوة نحو الأب من أجل التعود على الحوار معه ومصارحته والشكوى إليه وتقديم النصيحة له مهما كانت بسيطة و..طلبت من الأب كذلك أن يحسن من معاملته لأهله بدون أن أخبره بتفاصيل ما حكى ابنه وأن يقترب من ابنه وأن يشرح صره له وأن يفتح معه بابا للحوار الدائم و.. رقيت الولد لكنني أخبرت الأب بأن له دور كبير في معالجة ابنه بإذن الله.خرج الأب والإبن من عندي فرحين, وبعد أيام أخبرني الأب عن طريق الهاتف بأن ابنه تحسن إلى حد كبير وأنه شفي إلى حد بعيد , والحمد لله أولا وأخيرا.

138- عن الماكياجِ للمرأة :
معروفٌ في ديننا :
1- لا يجوزُ للمرأة أن تستعملَ الماكياجَ على وجهها ( إن كان مكشوفا ) أو على يديها أمام رجال أجانب .
2- أما العطورُ فلا يجوز لها أن تضعها على جسدها إن خرجت من منزلها للتحرك وسطَ رجال أجانب , سواء كان وجهُـها مكشوفا أم لا .
3- لا يجوز للمرأة أن تتوضأَ للصلاةِ أو تغتسلَ للصلاةِ والأصباغُ على يديها أو على وجهها , لأن "الصبغة" تمنعُ وصولَ الماءِ إلى البشرةِ , ومنه فإن وضوءَها يكون بذلك باطلا , وصلاتَها التي ستصليها بهذا الوضوء أو بهذا الاغتسال ستكون باطلة تبعا لذلك .
4- استعمالُ الـمـرأةِ للعطورِ في بيـتِـها أمامَ زوجِـها أو أمام محارمها من الرجال جائزٌ بإذن الله ولا شيءَ فيه شرعا , بل إن استعمالَ العطورِ أو المسك أو العنبر أو ما شابه ذلك , استعمالَهُ من طرف المرأةِ كوسيلة من وسائلِ تزينها لزوجها هو أمرٌ مستحبٌّ يجعلُ زوجَـها يحبها أكثرَ , كما يُعَظِّمُ أجرَها عند الله تعالى .
وأنا منذ كنتُ صغيرا كنتُ أكرهُ الماكياجَ ( الذي بدأ في ذلك الوقت يظهرُ هنا في الجزائر , أي في الستينات ) كرها شديدا ولا أستسيغه لا في المواضعِ التي يجوزُ فيها شرعا ولا في المواضعِ الأخرى المحرمةِ . وعندما تزوجتُ وجدتُ أن من الاتفاقات الجميلة أن زوجتي كذلك تكرهُ الماكياجَ منذ كانت صغيرة , ولما رأت أنني أنا كذلك أرفضُه ازدادت كراهيتُـها له , وما استعملـتْـهُ في يوم من الأيام لا قبل الزواج ولا بعده , لا أمامي ولا أمام واحد من محارمها من الرجالِ . هذا مع ملاحظة أن الذي يقوم بالدعاية والإشهار للماكياج وللأصباغ المختلفة هم عموما تجار يريدون جمعَ الأموال الطائلة بالحق وبالباطل وليسوا أطباء يريدون صحة المرأة وسلامتها .
أنا أرى – وزوجتي كذلك توافقني على ذلك- أن أفضلَ زينة للمرأةِ هي : الوضوءُ , والنظافةُ , واللباسُ الحسن , والكحلُ , والحناءُ , والسواكُ والطيب أو العنبر أو المسك أو...غيرُ ذلكَ من مصادر الروائح الطيبة .
والله أعلم بالصواب .

139-آكل " الحمص" على طول الأسبوع تقريبا :
عندما كنتُ أدرس في المتوسط ما بين 1968
و 1972 م بمدينة القل , كنت أتمتعُ بالنظام الخارجي , ومنه فأنا آكلُ على حسابي وأنامُ على حسابي كتلميذ خارجي . وكنتُ أنا تقريبا أفقرَ زملائي في ذلك الوقتِ , ومنه فإن أبي رحمه الله كان يعطيني في بداية الأسبوع
( الإثنين ) ألف سنتيم فقط في الوقت الذي كان فيه جلُّ زملائي يأخذونَ من آبائهم 1500 سنتيما . الألفُ سنتيما كنتُ أصرفُـها من يوم الإثنين وحتى يوم السبت على أكلي وشربي وعلى النقلِ من لولوج ( مسقط رأسي ) إلى القل ذهابا وإيابا . المبلغُ لا بد أن يكفيني للأكل والنقل , وإلا , أي إذا لم يكفني فإنني إما أن لا آكل في بعض المرات , وإما أن أصعد 18 كلم كاملة على الأقدام من مدينة القل إلى قرية " لولوج".
كنتُ أفقرَ زملائي تقريبا , ولكنني والحمد لله – وبسبب من ديني – ما كنتُ أحسُّ أبدا بالنقصِ لأنني أعلمُ بأن أبي لا يقدرُ على أكثر مما كان يعطيني , ولأنني أعرفُ " إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". كنتُ أفقرَ زملائي تقريبا , ولكنني والحمدُ لله كنتُ أحبَّ التلاميذِ إلى أساتذتي بسبب سلوكي وأدبي وأخلاقي , كما كنتُ دوما من ناحيةِ الدراسةِ وفي كلِّ الموادِ , كنتُ مع الثلاثةِ الأوائل في القسمِ ( من السنة 1 متوسط وإلى السنة الرابعة متوسط ) .كنتُ في السنوات الأربعة من دراستي بالمتوسط , كنتُ أفقرَ زملائي تقريبا , ومنه فإنني كنتُ غالبا إما أن أطبخَ أكلي وإما أن آكل في الغذاء والعشاء أرخصَ شيء في المطعم . ولأن "الحمص" كانت هي أرخصَ وجبة في السوق , فإنني أكلتُ "الحمص" – غذاء أو عشاء – وخلال أربع سنوات , ربما أكلتُها أكثر من
1000 مرة . ومع ذلك مرتْ تلك الفترة مع مرارتها ومتاعبها وصعوباتها , ولكن بقيتْ – والحمد لله - الثمراتُ الطيبةُ لسلوكي وأدبي وأخلاقي ولاجتهادي في الدراسة . وأنا كلما تذكرتُ تلك الفترة قلتُ " الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات " " اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ".
والله أعلمُ بالصوابِ .
140- الأصلُ في الجن الذي يؤذي الإنسَ أنهم ظالمون وكاذبون :
في نفس الوقت . ومن أمثلة ذلك ما أكثر ما أتاني أهل مريض يقولون بأن الجن يقول على لسان المريض بأنه لن يخرج إلا على يد " الشيخ رميته" كما يقولون , ومع ذلك فإنني عندما أذهب أحاول أن أخرجه فلا يخرج لأنه كان يكذب على الأهل وعلي , وإن كنتُ أنا أعلم غالبا بأنه يكذب ولا أثق في وعود الجن إلا في النادر من الأحيان . وفي المقابل ما أكثر ما أتاني أهل مريض يقولون بأنهم عندما ذكروا اسمي أمام المريض قال الجن على لسانه:" لا داعي لأن تُـتعبوا أنفسكم لأنني لن أخرج على يد "الشيخ رميته", ومع ذلك فإنني عندما أذهب عند المريض أرقيه وأقدم له بعض النصائح والتوجيهات المتعلقة بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن و.. فيشفى في الحين بإذن الله أو بعد ساعات أو أيام قليلة , ولله الحمد والمنة . ومن أمثلة ذلك قصة أهل امرأة الذين اتصلوا بي – عن طريق الهاتف - في يوم من الأيام عند حوالي الساعة الواحدة ( زوالا ) وقالوا لي بأن الجن الذي يؤذي ابنتهم قال بأن الشيخ رميته إذا لم يأت قبل الساعة الرابعة عصرا فإنه سيقتل الفتاة خنقا . طمأنتهم إلى أنه يكذب حتما بإذن الله واعتذرت إليهم لأنني لا أستطيع أن آتيهم اليوم لأرقي الفتاة لأنني مشغول, فلم يقتنعوا بما قلت إلا بصعوبة.وفي المساء عند حوالي الساعة السادسة مساء اتصلوا بي فسألتهم :"هل حدث للفتاة شيء ؟!" فقالوا :"لم يحدث شيء والحمد لله ". طلبتُ منهم أن يتصلوا بالراقي "فلان" فرقاها في تلك الأمسية وشفيت والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: