الثلاثاء، 17 يونيو 2008

وقفات ( من 171 إلى 180) :

بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر

171- أحسن رسالة قصيرة ! : أرسلتُ بالأمس ( 21/12/2007 م ) , وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك , أرسلتُ لإحدى قريباتي ( وهي محرم من محارمي ) رسالة قصيرة ( عن طريق الجوال ) بالفرنسية كان نصها " لقد كانت رسالتك القصيرة التي أرسلتِـها إلي بالأمس , كانت أحسنَ رسالة عندي ضمن حوالي 35 رسالة وصلتني خلال يومي العيد الأول والثاني , فشكرا لكِ يا ...".وأنا أتوقع أن المرأة تكون قد فرحت كثيرا برسالتي لها وبشكري إياها . وكأنها أرادت أن تدعوني لأشكرها أكثر مما شكرتُـها , فإنها أرسلت إلي بعد حوالي 5 دقائق فقط رسالة قصيرة أخرى . ولكنني عندما قرأتُـها وجدتُ أنها – وبدون أن تشعر – أعادت إلي رسالة قصيرة كنتُ أنا الذي أرسلـتُـها إليها في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك !!!.
ابتسمتُ بيني وبين نفسي , ثم أردتُ أن أخبرها بذلك , ولكنني عدلتُ عن ذلك حتى لا أحرجَها . هي قصدت خيرا ونيتها حسنة , ومنه فالأفضل لي أن لا أعلق أو أن أشكرها . 172- قال لي قائل كريم بأن الأفضل لي أن لا أرقي الناس : على اعتبار أنه يستحب في ديننا أن يرقي المؤمنُ نفسه ولا يذهب عند الغير ليرقيه , فقلت له : أنا معك في أنه يستحب أن يرقي المؤمن نفسه أو أهله وذويه . وأنا منذ حوالي 22 سنة رقيتُ حوالي 14000 شخصا من حوالي 25 ولاية جزائرية , وأنا أحاول باستمرار أن أفهم الناس بأن الرقية ليس شرطا أن تـتم على يد فلان أو فلـتان وأن الأفضل أن يرقي المسلمُ نفسَهُ , ولكن من الصعب جدا إقناع الناس بذلك , لأسباب عدة على رأسها – في نظري - جهل الناس بالإسلام , ومنها كذلك وسائل الإعلام المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية التي تحاولُ باستمرار أن تقنع الناسَ بأن كل مشكلة مهما كان نوعها , حلها إنما هو في الرقية الشرعية (!) . ومنه فإنني أرقي أنا لوجه الله , وبطريقة شرعية , وبدون أخذ أي مقابل . أنا ما أخذتُ من الـ 14000 شخصا الذي رقيتُـهم حتى الآن ولو سنتيما واحدا , نعم ولو سنتيما واحدا , والرقاة الذين يرقون بأجر في ميلة وما جاورها يكرهني بعضهم , لأنني ضد أخذ الأجر على الرقية حتى ولو جاز ذلك شرعا , أو قُل لأنني ضد كذبهم على الناس وسرقتهم لأموالهم ( هؤلاء الرقاة يبدأون البداية الجائزة شرعا , ثم يصبحون مع الوقت سارقين بأتم معنى الكلمة ) . ومما سبق فإنني أقول : أنا عدو أو خصم لأكثر من 50 % من الرقاة في الجزائر الذين أعتبرهم سارقين وكاذبين : هم يكذبون على الناس من أجل سرقة أموالهم .أنا أرقي الناس , وشُـفي على يدي – والحمد لله - آلافُ الأشخاص خلال سنوات وسنوات . وأنا أستخدم الرقية الشرعية لعلاج النـاس أولا ثم كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الله عزوجل وكذا من أجل أن أُنقص من الشر الذي يأتي على الدوام عن طريق الرقاة المنحرفين والسارقين والكاذبين .ومع ذلك أنا أؤكد مرة أخرى لك - أخي - على أنني معك في أن الأصل في الرقية أن المؤمن يرقي نفسه هو. والله وحده أعلم وهو الشافي أولا وأخيرا .173- أنا والمتعصبون :
1- أنا أقرأ لكل العلماء , وبعض المتعصبين هنا وهناك لا يقرأون إلا للبعض منهم فقط .2- أنا أحب كل العلماء , وبعض المتعصبين لا يحبون إلا القليل منهم فقط .3- أنا أعتبر الكثير من المسائل في العقيدة فرعية وثانوية , لا ينبني عليها أي عمل , ولن يطلب الله من المسلم أن يعلمها ولن يحاسبه الله عليها إن جهلها . وهذه المسائل الاجتهادية في العقيدة لم يتحدث عنها الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأما بعض المتعصبين فيعتبرون هذه المسائل أصولا في الدين يحاسبون الناس على أساسها , ومن خالفها أو جهلها ألصقوا به كل التهم القبيحة .4- أنا أتعامل مع إخوتي مهما كان منهم باللين وبالرحمة وبالرفق واللطف " رحماء بينهم " " أذلة على المؤمنين " , لأنهم أفضل من فرعون الذي أمر الله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يترفق به " قولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " , وأما بعض المتعصبين فإنهم لا يعرفون مع إخوتهم إلا الغلظة والفضاضة والشدة والعنف و... غالبا من أجل مسائل ثانوية فرعية اجتهادية . 5-أنا أقرأ الكتب الإسلامية التي ينصحني الغير بقراءتها , وأقرأ كذلك غيرها , ثم آخذ ما يطمئن إليه قلبي , المهم أنني آخذ من عالم لا من جاهل , وأما بعض المتعصبين فإنهم يقرأون عددا محدودا جدا من الكتب الإسلامية , ويرفضون قراءة الأكثر من الكتب الإسلامية , لأنها في نظرهم ضلال كاتبوها ضالون وقارءوها ضالون كذلك . 6-أنا أوسع صدري في كل المسائل الخلافية بين الفقهاء مثل الموسيقى والنقاب وعمل المرأة ومصافحة المرأة و... أتشدد غالبا مع نفسي وأتساهل مع الغير مادامت المسائل خلافية في الدين , ولكن بعض المتعصبين يعتبرون هذه المسائل اتفاقية , ويلصقون " العيوب السبعة " فيمن يقول عنها بأنها خلافية .7- أنا أعتبر أهل السنة 3 فرق : السلفية والأشاعرة والماتريدية , ولكن بعض المتعصبين يعتبرون أهل السنة هم فقط السلفية , وأما غيرهم فمبتدعة .8- أنا أهتم بالأصول في كل علم , وأما الفروع فلا أركز عليها كثيرا . ولأن وقتي محدود ولأن العمر قصير , فإنني أشغلُ ما زاد من وقتي – بعد دراسة الأصول وحصول الحد الأدنى مما يلزم معرفته عن الفروع المختلف فيها - مع الثقافة الإسلامية في كل المجالات : فقه وسيرة وتفسير وآداب وأخلاق وسياسة واقتصاد واجتماع وتربية وتعليم وعلم نفس و... وكذا مع التعمق في العلوم الفيزيائية ( اختصاصي أنا كأستاذ في ثانوية ) وكذا مع الرقية الشرعية ومع الدعوة إلى الله الفردية والجماعية ومع الكتابة والتلخيص و... ولكن بعض المتعصبين لا يعرفون من الإسلام إلا الاهتمام بفروع في العقيدة لا بأصول , وكذا مع السب والشتم لإخوانهم وتتبع عوراتهم ومع سب العلماء والدعاة أمثال القرضاوي وسيد قطب وحسن البنا والغزالي و... الخ القائمة الطويلة والعريضة التي فيها مئات العلماء والدعاة الضالين والمنحرفين في نظرهم .فإنا لله وإنا إليه راجعون .اللهم فقهنا في الدين وباعد بيننا وبين التعصب الممقوت وأهله .174- أنا والسلفيون وحكام المسلمين اليوم :أنا أعيش مع مئات الألوف أو ملايين أمثالي في الجزائر , أعيش , بين سلفيين متعصبين لحكام المسلمين مهما ظلموا وتعدوا وعطلوا أحكام الله . وهؤلاء السلفيون يعتبرونني متشددا لأنني أقول بأن حكام المسلمين فساق وفجار وظلمة و... ما داموا لا يحكمون بما أنزل الله . وهؤلاء السلفيون العلميون لا يقبلون مني إلا أن أذكر الحكام بكل خير , ومنه فهم يتهمونني بأنني متشدد وبأنني عنيف وبأنني ...أنا أعيش من سنوات بين هؤلاء السلفيين العلميين , وأقرأ في المقابل لسلفيين من نوع آخر , سلفيين جهاديين
يعتبرون حكام المسلمين كفارا لأنهم لا يحكمون بما أنزل الله , مهما كانوا غير جاحدين لشريعة الله وللحكم بما أنزل الله . وهؤلاء السلفيون الجهاديون لا يقبلون مني إلا أن أكفر حكام المسلمين سواء كانوا جاحدين أم معترفين بشريعة الله وبالحكم بما أنزل الله , ومنه فهم يتهمونني بأنني مائع ومنحل ومتساهل وبأن عندي خلل في العقيدة وبأنني لا أفهم الدين وبأنني ...أنا والله والكثيرون من الجزائريين أمثالي نعيش من سنوات وسنوات بين هؤلاء وبين القراءة لأولئك .هذا مع ملاحظة أن السلفيين الجهاديين أقرأ عنهم فقط ولم ألـتق بأي واحد منهم , وقرأتُ للبعض منهم في بعض المنتديات الإسلامية , وأما العلميون فأنا أعيش وسطهم هنا في الجزائر من سنوات وسنوات .وأما ما أؤمن به أنا فهو أن حكام المسلمين ظلمة وفساق وفجار إن لم يحكموا بما أنزل الله , وأنهم ليسوا كفارا ما داموا غير جاحدين للحكم بما أنزل الله . هذا مع اقتناعي بأن المسألة خلافية بين العلماء , ومنه فأنا لا ألوم أبدا من يأخذ بالرأي الآخر , أي بالتكفير بغض النظر عن الجحود وعدم الجحود , بشرط أن لا يفرض الآخرُ علي رأيه ولا يتهمني بالتساهل في الدين . وأنا أقول في النهاية بأنني بريء من تهمة التشدد من طرف هؤلاء ومن تهمة الميوعة والانحلال من طرف أولئك .
175- مع السلفية الجهادية المتعصبين : الإسلامُ يرفضُ أن نتعصبَ لعالم – أي عالم - إلى درجة أن نعتبره معصوما عن الخطأ والخطيئة لأنه " كلٌّ يُؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام " , ولأن الكلَّ غيرُ معصوم عن المعصية والذنب والإثم وحتى عن الكفر والعياذ بالله تعالى . كما أن الإسلامَ يرفضُ كذلك أن نتعصب ضد عالم - أي عالم- لأن لحوم العلماء مسمومة ولأن عرضهم مصون ولأن شرفهم محفوظ و ... ومنه أنا ضد سب العلماء والدعاة مهما كانوا , سواء كان إسم الواحد منهم مالك والشافعي أو بن حزم وجعفر الصادق أو بن تيمية وأبا حامد الغزالي أو الألباني والقرضاوي أو ... وأذكر أنني في يوم من الأيام ومن حوالي 4 سنوات , طلبني حوالي 100 أخا تجمعوا من عدة ولايات جزائرية في مخيم صيفي بمدينة القل ( مسقط رأسي ) , طلبوني من أجل أن أقدم لهم محاضرة دينية في أمسية من الأمسيات . قدمتُ محاضرة عنوانها " أصول الدعوة " , ولكنني فوجئتُ بعد انتهاء المحاضرة مباشرة بمجموعة منهم ( ممن استدعوني للمحاضرة ) يـنـقلبون ضدي ويقولون لي " كل ما قدمته لنا ليس أصولا ولا يشبه الأصول" !!! . وعندما تطور النقاشُ فيما بيننا سمعتُ منهم من ضمن ما سمعتُ ما يشبهُ التأليهَ لسيد قطب رحمه الله أو ما يُشبه اعتباره معصوما , وفي المقابل سمعتُ منهم الكثيرَ من السب والشتم لابن عتيمين وبن باز والألباني ( رحمهم الله تعالى رحمة واسعة ) على اعتبار أنهم ضالون منحرفون , بل على اعتبار أنهم كفار . ولما رفضتُ المبالغة في حب سيد قطب رحمه الله ورفضتُ كذلك تضليلَ بن باز والعتيمين والألباني , اعتبروني أنا كذلك ضالا ومنحرفا !. وبعد أيام من تلك الحادثة – وليس في تلك الأمسية حين كانوا أمامي - دخلني شك ( ولستُ متأكدا بطبيعة الحال ) في أن هؤلاء الشباب كانوا ينتمون إلى جماعة سلفية جهادية متعصبة ومن الغلاة ( لا معتدلة ) تشبهُ إلى حد كبير جماعة التكفير والهجرة وتشترك معها في الكثير من خصائصها .
176- السلفيون وسيد قطب رحمه الله : السلفيون يختلفون كثيرا فيما بينهم , ومن ذلك اختلافهم المتعلق بسيد قطب رحمه الله : 1- أما السلفيون العلميون فيسبونه ويعتبرونه ضالا ومنحرفا وشره أكثر من خيره , وأنه أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى . وهؤلاء يعدون في الجزائر بمئات الألوف , وصادفتُ الكثير منهم يقولون ( يجب أن نطهر مساجد الله من كتاب سيد قطب رحمه الله " في ظلال القرآن " ومن غيره من كتبه ) !!!. وهؤلاء سبوني كثيرا وشتموني كثيرا لأنني أعتبر سيد رحمه الله سيدي . وأنا قرأت والحمد لله لسيد قطب أغلبية كتبه , وأنا أعتبره من أعظم دعاة وكتاب القرن العشرين , وأعتبر أن الظلال ومعالم في الطريق و ... من أحسن الكتب الإسلامية التي كُـتبت في القرن العشرين .
2- وأما الجهاديون فينقسمون إلى قسمين : الأول : معتدلون معه ( هم مثلي , وأنا مثلهم ) , بحيث يعتبرونه داعية وكاتبا كبيرا , وهم يقرأون له ويحبونه بدون أية مبالغة كما يحبون سائر الدعاة الآخرين. الثاني : يؤلهونه ويقدسونه أو يكادون . وهم يعتبرون " الظلال " آتيا من حيث الأهمية بعد كتاب الله تعالى مباشرة . وهم يسبون ويشتمون ويُـكفرون الألباني وبن باز والعتيمين رحمهم الله رحمة واسعة من أجل أنهم تساهلوا مع حكام المسلمين !. وهؤلاء ينتمون إلى جماعة سلفية جهادية متعصبة ومن الغلاة ) لا معتدلة ( تشبهُ إلى حد كبير جماعة التكفير والهجرة وتشترك معها في الكثير من خصائصها .
177-لن تُحَـبَّ من التلميذ إلا بعد أن تُحِبَّه أنتَ أولا : ولا يجوز أن تُحبَّ التلاميذ في مقابل محبتهم لك , أي لا يجوز لك أن تُحبَّ التلاميذ وتطلب منهم تلميحا أو تصريحا أن يُحبوك . لا وألف لا , لن تنال بهذا محبة من الله ولا محبة حقيقية من التلاميذ .ولكن المطلوب منك أن تُحبَّ التلاميذ لوجه الله وحده , أي لأن الله طلب منك أن تحبهم , فإذا فعلتَ وصدقت وأخلصت في حبك للتلاميذ جاءتك بعد ذلك محبة الله ثم محبة التلاميذ ثم محبة أغلب الناس بإذن الله تعالى .وأنا أذكر بالمناسبة : هناك البعض من الأساتذة عرفتهم خلال 29 سنة من التعليم هم أكثر مني مالا لأن الواحد منهم يعمل هو وزوجته وأما زوجتي أنا فلا تعمل , وله أكثر من مورد مالي إضافي وأنا ليس لي إلا مرتبي كأستاذ ( مرتبي البسيط جدا فقط , ولي زوجة و6 أولاد أنفق عليهم ) , و... ومع ذلك أنا أشهد وهم كذلك يشهدون معي أنني أسعد منهم بكثير , وهم يقولون لي ذلك باستمرار " يا أستاذ نحن غالبا غارقون في مشاكل الدنيا التي لا تنتهي , وأما أنت فنراك دوما سعيدا ومرتاحا وهانئا وفرحا ومطمئنا... وكأنه لا مشكل لديك " .
أنا أسعد منهم - والحمد لله - لجملة أسباب أساسية يمكن أن أذكر منها :1- أنهم يظنون أن السعادة تُنال بالمال أولا , والحقيقة غير ذلك .2- أنهم يظنون أن اليد التي تأخذ أفضل من اليد التي تعطي , مع أن العكس هو الصحيح , لأن " اليد العليا خير من اليد السفلى" . 3- أنهم يظنون أن التكاسل مع التلاميذ والتهاون معهم سيجلب لهم السكينة والطمأنينة , والصحيح أن الاجتهاد مع التلاميذ هو الذي سيجلب للأستاذ ذلك .4- أنهم في النهاية يظنون أنهم يمكن أن ينالوا حبَّ الغير بدون أن يُـحِـبُّوا هم هذا الغيرَ , وهذا مستحيلٌ. والله وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
178-تـعـالوا نعتذر : قال أخ كريم في موضوع نشره في منتدى من المنتديات الإسلامية , نشره تحت عنوان " تعالوا نعتذر " , قال فيه ( مع تصرف بسيط ) " المتابع للمواضيع الأخيرة التي تم طرحها بالمنتدى أن نهايتها كانت في بعض الأحيان الشتم و السب من الأخ لأخيه , ولربما ترك ذلك في القلوب شيئا من اللوم والعتاب من الأخ لأخيه , وربما قال المظلوم في نفسه " والله لن أسامح من ظلمني لا في دنيا ولا في آخرة . وأنا أذكركم بقوله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) , وبقوله تعالى
" إلا من أتى الله بقلب سليم " وبقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه " إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما , فلا تظالموا " , وبحديث النبي محمد صلى الله عليه
وسلم ( وخيرهما الذي يبدأ أخاه بالسلام ) , وبالحديث الصحيح " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ". فلا تجعلوا إخواني للشيطان سبيلا لقلوبكم وعلى قلوبكم , ومنه فأنا أدعو نفسي وإخوتي وأخواتي , فأقول للجميع " تعالوا نعتذر ".
فعلقتُ على ما قال الأخ الكريم قائلا " وأنا كذلك أعتذر مليون مرة لكل من أسأت إليه بقول أو بفعل في أي يوم أو ساعة أو دقيقة أو ثانية عشتُـها وأنا أنشر أو أطالع أو أُحمل أو أراسل أو ... داخل منتدى... أنا أعتذر إليه , وأسأل الله له المغفرة والرحمة والهداية والرزق والعافية , والجنة .أنا أعتذر إليه وأنا مستعد لأن أقبل رأسه ويديه ولو من بعيد , وأنا مستعد كذلك لأن أفعل له ما يشاء مما هو حلال وجائز , في مقابل شيء واحد هو أن يسامحني ويعفو عني ولا يطلب حقه مني يوم القيامة عند الله تعالى. وأنا أتمنى بالمناسبة أن ينشر موضوع كهذا في كل منتدى من المنتديات , والأفضل لو يتكرر نشر مثل هذا الموضوع حوالي مرة واحدة في العام الواحد .ومع ذلك : إن كان الواحد منا يعرف أنه أساء إلى شخص معين ومحدد , وكان يغلب على ظنه أنه أساء إليه واعتدى عليه وظلمه , أنا أرى أن الأفضل لهذا الشخص أن يتصل بالمظلوم عن طريق رسالة خاصة مثلا , ليعتذر إليه بالطريقة المناسبة التي ترضي المظلوم وتجعله يعفو عن الظالم .والله أعلى وأعلم , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
179- قلتُ لمن يريدني أن أكون متعصبا مثله ومتشددا ومتزمتا : في يوم من الأيام رآني أخ من الإخوة حريصا على الاعتدال في الدين والتوسط فيه , فنصحني حتى أكون متشددا مثله , فقبلتُ منه النصيحةَ ولكنني لم أعمل بها لأنني لستُ مقتنعا بها لا من قريب ولا من بعيد . قال لي " أخي رميته , ليس من الأدب ولا من طيب الخلق أن تتجاهل من يحاورك ويوجه كلامه إليك , وأذكرك بقول الله تعالى" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم , وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ؟ " , فراجع نفسك مرة أخرى وراجع عقيدتك فإنّا والله لك ناصحون وعليك مشفقون . كما أن في دينك ولاء وحب في الله يا أخي , فكذلك يجب أن يكون فيه براءة من أهل البدع والضلال ( أمثال القرضاوي وعمرو خالد وجمال الدين الأفغاني و...) , وفيه بغض في الله . فلا تأخذ بشق وتترك الآخر .
فرددتُ عليه قائلا :
" أنا أُشهد الله أنك بلغتَ ونصحتَ ووجهتَ وقمتَ بواجبك في التبليغ وزيادة , فجزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بك خلقا كثيرا . 1- في العادة نحن ننصح الشخص , والمهم والواجب أن يقبل منا النصيحة , وأما العمل بالنصيحة فمرهون بكون الآخر يقتنع بها أو لا يقتنع . إذا اقتنع بها عمل بها , وإن لم يقتنع بها لم يعمل بها . 2- ثم حتى إن كانت النصيحة مما يجب أن يعملَ به المنصوحُ , ولكنه لم يعمل بها لسبب أو لآخر , بعذر أو بلا عذر , فإن المطلوب من الناصح أن يُفوض الأمر لله , ويكفيه أنه بلغ . ولا بأس أن يقول " اللهم إني بلغت , اللهم فاشهد ", " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " , و " ما على الرسول إلا البلاغ " . والله في النهاية سيسألك " بلغت أم لم تبلغ ؟ ", ولن يسألك أبدا " لماذا لم تفرض على رميته عبد الحميد أن يعمل بالنصيحة ؟ ". وأنت والحمد لله أخي الحبيب بلغتَ وبالغتَ في التبليغ ونصحت وبالغت في النصيحة ووجهت وبالغتَ في التوجيه. 3- ثم إنك لست وحدك أخي الحبيب الذي يقول لله يوم القيامة " اللهم إني بلغت , اللهم فاشهد" , ولكنني أنا كذلك مستعد أن اشهد معك , بأن أقول " والله يا رب إن أخي الحبيب والعزيز والكريم والغالي ... , قد نصح وبلغ ووجه وبالغ في النصيحة والتوجيه والتبليغ . اللهم إنه بلغ , اللهم فاشهد ".
4-أتمنى أن يكفيك هذا أخي الحبيب إن كنتَ بالفعل تريد أن تبرئ ذمتك عند الله وأن تكون داعية إلى الله وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ومجاهدا في سبيل الله تعالى . أسأل الله - في النهاية - لك الفردوس الأعلى بالجنة آمين .
180 – ما معنى " رميته " ؟ : سألني أخ كريم : ما معنى لقبك "رميته" , ومن أين جاء , أي ما أصله ؟.فقلتُ له :" لقبي ينطقُ هكذا " رْمِـيـتَـه " أي بسكون الراء وكسر الميم مع مدها وبفتح التاء , ومع عدم نطق الهاء في نهاية الإسم .لا أدري بالضبط معنى لقبي ولا من أين أتى , ولكن بعض الناس عندنا يقولون بأن الإسم وضعه الإستعمار الفرنسي البغيض ( كما وضع ألقاب مئات آلاف الجزائريين ) . ويقولون بأن فرنسيين وجدوا أحد أجدادي في يوم من الأيام مختبئا خلف حاجز معين حتى لا يكشف أمره من طرف جنود الاستعمار ( و" رَمَتَ " تعني عندنا في لهجة الجزائر " اختبأ " ) , فسموا هذا الجد " رميته " لأنهم وجدوه مختبئا , فصار اللقب بعد ذلك لقبا لأجيال وأجيال .والله أعلم .

ليست هناك تعليقات: